IMLebanon

لبنان امام مرحلة خطيرة.. ما هي حظوظ الحرب الشاملة؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

مع تسارع الأحداث في لبنان والمنطقة، من استهداف الضاحية الجنوبية بمسيرة اسرائيلية، الى طهران واغتيال رئيس المكتب السياسيّ لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية، تتجه الأنظار الى الزيارة التي سيقوم بها وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان الى لبنان غدا الخميس، وسط استفسارات حول سبب وتوقيت هذا التحرك، خاصة وان بريطانيا تجمعها علاقة وثيقة مع إسرائيل.

في المقابل، تسارعت وتيرة التساؤلات حول مصير مفاوضات غزة، خاصة ما حذّر منه رئيس الوزراء القطريّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يضطلع بدور وساطة في المفاوضات، من أنّ اغتيال هنية يمكن أن يعرقل المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة في غزة. فإلى أين تتجه الأمور وما هي تداعيات اغتيال هنية على مفاوضات غزة؟ وماذا عن لبنان؟

عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم يؤكد لـ”المركزية” ان “ما حصل بالامس اعتداء واضح على لبنان وانتهاك لكل المواثيق، وتطور خطير، وحصل رغم كل الاتصالات التي جرت على أكثر من صعيد محلي وإقليمي ودولي، هذا ما يؤكد ان هذا العدو متفلت ومغامر ومقامر وقد يجرّ المنطقة الى ما هو أوسع وأشمل في الحرب الجارية على حدودنا الجنوبية وفي المنطقة بشكل عام”، مشيرا الى ان “المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية لأنه غضّ الطرف عن الممارسات والانتهاكات التي يقوم بها هذا العدو وأدار الظهر لعدوانيته وهمجيته وفي ما يجري في غزة، احتضن المجتمع الدولي هذا العدو بشكل واضح ودعمه في جرائمه مما ترك الامور مفتوحة على كل الاحتمالات، وأعطى العدو وحكومته المتهورة زخما ودفعا لمزيد من الارتكابات وللاستمرار في حرب الإبادة التي تستمر في غزة وطالت شظاياها لبنان واوسع من ذلك، وما حصل في طهران استكمال. لذلك ما جرى بالامس في لبنان وما تلاه باغتيال شخصية مثل هنية، يؤشر الى اننا امام مرحلة خطيرة جدا، لا نعرف إلى اين سيأخذنا هذا العدو وحكومته المقامرة والمغامرة، في الساعات والايام القادمة”.

عن البوارج الاميركية التي تتوجه الى السواحل اللبنانية، قال هاشم: “ما حصل بالامس فتح الابواب امام كل الاحتمالات وقد تكون حرب اوسع واشمل، هذا ما يتوقف طبعاً على ما يُقدِم عليه هذا العدو في الساعات القادمة، وحكما سيكون هناك رد على هذا الاعتداء والعدوان الهمجي الذي تعرض له لبنان، والذي طال قيادي مثل هنية. في كل الاحوال، الامور مفتوحة على كل الاحتمالات والخيارات، والادارة الاميركية هي اول من يتحمل مسؤولية لأنها الداعم الفعلي والمباشر لكل سياسات هذا الكيان وعدوانيته منذ قيامه حتى اللحظة”.

وعن تأثير التطورات على مفاوضات غزة، يجيب: “لو كان هذا المجتمع الدولي جاداً في وضع حدّ لهمجية وعدوانية هذا الكيان الاسرائيلي، كان لا بدّ من قرارات حازمة وصارمة، لكن للأسف نقول إن إدارة الظهر وغضّ الطرف عن الممارسات والارتكابات الهمجية الاسرائيلية هو الذي سمح للعدو الاسرائيلي بأن يستمر بحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة وعلى مساحة فلسطين، وطبعا كل اللقاءات والمفاوضات التي جرت لم تستطع ان تفرض ضبطا معينا على الاسرائيلي للوصول الى وقف إطلاق النار. هذه مسؤولية المجتمع الدولي الذي سمح بتفلت الامور إلى هذا الحدّ”.

رئاسيا واذ يؤكد اهمية مبادرة الرئيس نبيه بري يختم هاشم “هذه مسؤولية اللبنانيين، ونستطيع تحقيق ذلك بغض النظر عن رأي البعض الذي يقول بأن الانتخابات لن تحصل إلا بعد انتهاء الحرب في الجنوب وفي غزة، وبعد إرشادات وإملاءات خارجية. هذا الامر غير صحيح، انه موضوع سيادي، برسم السياديين بالذات، فإذا كان الموضوع سياديا بامتياز ومصلحة وطنية، ما علينا إلا إنهاء هذا بأيدينا دون إقحام الآخرين في مواضيعنا الداخلية وملفاتنا السيادية”.