IMLebanon

الضاحية تنفض غبار الغارة وأهلها لا يخفون قلقهم!

كتبت إتحاد درويش في “الانباء الكويتية”:

استفاق أهالي الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت على هول المشهد الذي خلفته الغارة الجوية التي نفذتها اسرائيل مساء الثلاثاء في حارة حريك وأدت إلى سقوط مدنيين لبنانيين قتلى بينهم طفلان (أخ وشقيقته) من آل فضل الله هما حسن وأميرة أحفاد شقيقة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وجرح 74 شخصا تمت معالجة معظمهم وبقي تسعة لمتابعة العلاج، فيما وصفت حالة خمسة منهم بالخطرة.

وتواصلت أمس عمليات رفع الأنقاض وإزالة الركام من موقع المبنى السكني المستهدف بالقرب من مستشفى بهمن، وهو من كبار مستشفيات لبنان، وأدى إلى أضرار في المباني والممتلكات والعديد من المحال والمؤسسات المحيطة بالمنطقة، كما طالت عددا كبيرا من السيارات.

ولم يختلف المشهد كثيرا في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، عن بقية اليوميات التي تعرفها المنطقة التي تشهد أكتظاظا سكانيا ينعكس ازدحاما في ساعة الذروة من النهار، والتي تمتد من الصباح إلى وقت متأخر عصرا.

وفيما عادت الحياة إلى طبيعتها في المنطقة، استمرت حالة القلق في النفوس خشية تكرار ما حدث. وقررت بعض من العائلات مغادرة المنطقة واللجوء عند أقاربها في مناطق تعتبرها أكثر أمانا، خشية استهدافها مرة جديدة من قبل الإسرائيليين.

الا أنه وعلى رغم ذلك، فقد أقدم أصحاب المحلات على فتح أبواب متاجرهم طلبا للرزق لهم وللعاملين فيها، وكذلك الأفران ومحطات الوقود ومتاجر المواد الغذائية والمقاهي التي تقدم الوجبات السريعة مرفقة بخدمة التوصيل إلى المنازل.

وسجلت حركة شبه عادية للسيارات والدراجات النارية في الشوارع الداخلية الضيقة التي يصعب التنقل فيها عادة.

من برج البراجنة والغبيري ومداخل حارة حريك وصولا إلى الشياح والتوجه جنوبا إلى الشويفات.. حركة شبه عادية، الا ان مضمون الأحاديث شبه موحد أيضا.

«الحمدالله ع السلامة» و«شو عملتو؟»… عباراتان ترددتا بقوة بين الناس في الحديث عما جرى في الساعات الأولى من مساء الثلاثاء، عندما استهدفت إسرائيل مبنى سكني في محيط وقف مار يوسف الماروني في حارة حريك في الجهة المقابلة لمدخل الكنيسة، بصواريخ من طائرة إسرائيلية.

يشبه يوم أمس في ضاحية بيروت الجنوبية، اليوم الذي تلا استهداف القيادي في حركة «حماس» الفلسطيني صالح العاروري في 2 كانون الثاني الماضي، لجهة توجه الناس إلى مراكز عملهم وعدم البقاء في البيوت، مع تسجيل حركة خفيفة. الا ان المتاجر فتحت أبوابها، خصوصا أنه يصادف نهاية الشهر موعد تسديد الرواتب للموظفين في القطاعين العام والخاص.

«الناس حذرة وشبه متيقنة أن الوضع ذاهب إلى التفجر أكثر»، قالها ربيع الذي يعمل في المعلوماتية في شركة بالحازمية، والذي يتنقل لتلبية طلبات الزبائن.

محمد الذي يعمل في فرن للمعجنات والكعك العصروني اللبناني، تحدث عن «إقبال روتيني للزبائن»، مشيرا إلى «قلق يشعر به الجميع».

أما سميرة الموظفة في محل لبيع الألبسة، فقالت لـ «الأنباء»: «اليوم نهاية الشهر، وأنتظر أن أتقاضى راتبي وأتوقع ان أحصل عليه، ذلك اننا شهدنا سابقا ظروفا مماثلة، ولم يحجب صاحب المحل او يتأخر في الدفع».

وتقع الضاحية الجنوبية بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق بيروت. وتعد هذه المنطقة معقلا لـ«حزب الله» أمنيا وسياسيا وثقافيا. وكانت المنطقة بدأت تأخذ شكلا ديموغرافيا مختلفا عما كانت عليه مع بدايات الحرب الأهلية وحملات التهجير التي وقعت بين المناطق، فيما نزح القسم الأكبر من سكانها الحاليين من الجنوب بسبب الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة على جنوب لبنان.

ولطالما كانت الضاحية الجنوبية هدفا لإسرائيل. ففي حرب تموز 2006 تعرضت لأوسع عملية تدمير شامل من الطيران الحربي الإسرائيلي، بقصف الأبنية والمدارس والجسور ما أدى إلى سقوط المئات بين قتلى وجرحى.

وفي تموز 2013 وقع انفجار استهدف منطقة بئر العبد وسقط حوالي 70 جريحا وأوقع خسائر كبيرة في الممتلكات. وفي آب من العام نفسه وقع انفجار استهدف شارع الرويس وسقط فيه 21 قتيلا و336 جريحا.