كتب صلاح سلام في “اللواء”:
تطورات الأربع والعشرين ساعة الأخيرة وضعت المنطقة على فوهة بركان قابل للإنفجار في أية لحظة، بسبب تهور نتنياهو وحكومته المتطرفة في تصعيد التوتر، وشن هجمات تتجاوز قواعد الإشتباك، بل وتطيح بكل الخطوط الحمراء التي كانت ترسم خطاً فاصلاً بين المواجهة العسكرية المحدودة، وبين الإنزلاق إلى حرب شاملة.
إصرار نتنياهو على توجيه الضربة المتوقعة في الضاحية، وإستهداف قيادي عسكري كبير في حزب الله، وتعريض حياة عشرات العائلات والمدنيين للخطر، بحجة الرد على صاروخ مجدل شمس، يعني بشكل واضح عدم جدوى التطمينات الأميركية والغربية التي تلقاها لبنان، وأعلنها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، بتحييد بيروت والضاحية والمطار عن الأهداف المطروحة من الجانب الإسرائيلي، وبالتالي عدم فعالية الجهود والإتصالات التي نشطت على مدى أيام طويلة بين واشنطن وتل أبيب وبيروت وعواصم أخرى في المنطقة، للجم المزيد من التصعيد والتدهور بين لبنان وإسرائيل، وتجنب الوصول إلى الحرب المفتوحة.
ولكن نتنياهو لم يكتفِ بتوتير الجبهة مع لبنان، بل ذهب بعيداً في تحدي عوامل الإنفجار الكبير في المنطقة، من خلال عملية إغتيال رئيس المجلس السياسي لحماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران، مما يشكل إستفزازاً صارخاً ضد إيران، التي اعتبرت أن العملية الإسرائيلية هي بمثابة عدوان على الأراضي الإيرانية، لن يمر دون رد مناسب على إستفزازات نتنياهو.
يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية وفريقه اليميني المتطرف، من خلال هستيريا الحرب المهيمنة على تل أبيب، الهروب إلى الأمام، بعد الفشل في تحقيق أهداف الحرب على غزة، سواء بتحرير الرهائن أو القضاء على قيادة حماس، وذلك بمحاولاته توسيع رقعة الحرب، ولو أدت إلى حرب إقليمية واسعة، بهدف جر إيران إلى المعركة، وتوريط الولايات المتحدة في الدخول إلى معمعة المعركة الكبيرة، وتوجيه ضربات للمشروع النووي الإيراني بحجة الدفاع عن إسرائيل.
تحرك الأساطيل الأميركية، وحالات الإستنفار والغليان في المنطقة، مؤشرات على أن مسرح الحرب الإقليمية يتحضر لساعة الإنفجار الكبير، في حال إستمر نتنياهو في إستفزازاته المتصاعدة، والإصرار على خوض المعركة ضد إيران، على خلفية الردود المنتظرة على عمليتي إغتيال القائدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر، من طهران وأذرعها العسكرية في المحور المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فضلاً عن قدرات الحرس الثوري الصاروخية والطائرات المسيّرة.
نتنياهو تحدّى وحدة الساحات ووجه ضربتين موجعتين في ٢٤ ساعة لأهم قطبين في محور الممانعة، فكيف سيكون الرد من طهران وفصائل الساحات؟
ويبقى السؤال الأخير: هل تتورط الولايات المتحدة في حرب نتنياهو، رغم معارضتها المعلنة، وتحذيراتها المتكررة من مغبة سقوط المنطقة في آتون حرب إقليمية، لا أحد يستطيع التكهن بتداعياتها ونتائجها؟
الجواب تحمله الأيام القليلة المقبلة!