IMLebanon

ربط الجنوب مع غزّة ضعُفَ أم إزداد قوة؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

بعد عملية اغتيال إسرائيل القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت وداخل المربع الامني للحزب، وبعده بساعات معدودة، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، طرحت تساؤلات عن منحى الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزّة، ومسار المواجهة العسكرية الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، ومدى تأثير عمليتي الاغتيال على استمرار ربط مصير جبهة الجنوب اللبناني بانتهاء الحرب على غزّة، او ان هذا الربط تعرض لاهتزاز، يمكن أن يؤدي إلى الفصل القسري بينهما، وهو مايسعى إلى تحقيقه الجانب الاسرائيلي،ليتسنى له الاستفراد بكل جبهة على حدة.

تعتبر مصادر مراقبة ان اغتيال هنية وشكر، ادخل المنطقة في مرحلة جديدة، يؤشر الى إطالة امد الحرب الإسرائيلية على غزّة، وزيادة تعقيدات التوصل إلى صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين، خلافا لتوقعات الجانب الاميركي، في حين أدى الى تجاوز محظورات قواعد الاشتباك المعمول بها بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي،منذ اشتعال جبهة الجنوب قبل ما يقارب التسعة أشهر ، ودفع الامور نحو ردات فعل، لا يمكن التكهن بمساراتها وتداعياتها، بينما تدل المؤشرات على ان منحى الحرب الإسرائيلية على غزّة، والمواجهات العسكرية جنوبا، قد تزداد ترابطا وحدّة في الايام المقبلة، في إطار الرد المرتقب على عمليتي الاغتيال، مع توقعات بتصعيد ملحوظ للعمليات العسكرية واستهداف المواقع والأهداف الحيوية في الجانب الاسرائيلي، والتي كانت بمنحى عن الاستهداف طوال المرحلة الماضية.

ولا تُسقط المصادر من حساباتها، أن التصعيد المرتقب يأتي في اطار الرد الطبيعي على عملية الاغتيال، إن كان بالنسبة للقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، التزاما بالتعهدات المقطوعة للرد بالمثل،على اي استهداف إسرائيلي، بينما يختلف رد حركة حماس على اغتيال هنية، بالاسلوب والمكان انطلاقا من واقع سيطرتها في القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنها تشدد على ان رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، يسعى بوضوح لتغيير مجرى الصراع الدائر، وكسر قواعد الحرب الإسرائيلية المتعثرة بقطاع غزة، وتفكيك الترابط بين جبهات المواجهة المشتعلة، واستفراد كل جبهة على حدة، ليتسنى له اضعاف جميع الجبهات وتحويل عجزه وفشله بالقضاء على حركة حماس إلى انتصار، لمواجهة منتقديه بالداخل الإسرائيلي، والبقاء في رئاسة الحكومة.

وبالرغم من المشهد السوداوي الذي يخيم على المنطقة، ويوحي بامكانية خروج المواجهات العسكرية عن نطاقها، جراء استهداف إسرائيل لهنية وشكر، الا ان المصادر المراقبة، لم تلاحظ في ردات الفعل من الجانب الايراني على عمليتي الاغتيال، ما يقلق او يدل على الدخول بمواجهة مفتوحة، بل لوحظ دعوة من بعضهم لتجنب توسعة الصراع والانجرار الى حرب، ما يؤشر بوضوح إلى ان التصعيد الحاصل، وإنهاء ردات الفعل المحسوبة نوعا ما، قد تدفع الجميع الى إعادة المساعي الديبلوماسية، لتأخذ مجراها والتوصل الى الاتفاقات المطلوبة لانهاء الاشتباكات وارساء التهدئة جنوباً.