أعلن العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة، اليوم الجمعة، أن “البداية من التصعيد الذي أقدم عليه الجيش الإسرائيلي قبل أيام، والذي من الطبيعي أن تكون له تداعيات خطيرة لتجاوز هذا الكيان الخطوط الحمراء في إطار الصراع الجاري داخل فلسطين أو من مواقع الإسناد لها، وقد يدفع بالمنطقة إلى انفجار لن يكون الجيش الإسرائيلي في منأى عن تداعياته.
واضاف من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية أن “ذلك باستهدافه لعمق الضاحية الجنوبية وفي منطقة مكتظة بالسكان يشهد على ذلك سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والجرحى وإغتيال أحد أبرز رموز المقاومة، والذي برره الجيش الإسرائيلي بأنه يأتي على خلفية ما حصل في مجدل شمس، بحجة واهية لم يقدم العدو عليها دليلا، وحتى أنه لم يقبل بتحقيق محايد، والذي شهدناه بعد ذلك في اغتيال الرمز التاريخي والرجل الأول في حرمة “حماس” رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، والذي كان في استضافة الجمهورية الإسلامية في إيران، وفي ذلك تجاوز واضح للمواثيق الدولية واحترام سيادة الدول”.
وتابع :”لقد أراد الجيش الإسرائيلي من سياسة الاغتيال التي بات يتبعها استعادة قدرة الردع التي فقدها في الميدان والإيحاء مجددا بأن يده لا تزال الطولى، وهو قادر أن يصل إلى أي مكان وبهدف إضعاف الحزب التي أربكه وأربك كيانه ولم يستطع أن يخمد جذوتها، لكنه لم يعِ بعد أن سياسة الاغتيال هذه لقادة الحزب وأي من رموزها لم تؤد سابقا إلى إنهاءه، بل زادته قوة وحضورا في الميدان ودفعت به للمزيد في مواجهة هذا الجيش.
أردف: “لقد بات واضحا أن ما يشجع هذا الكيان هو الدعم الذي لا يزال يحظى به من الدول الداعمة رغم كل جرائمه، وهي التي تنشر اليوم بوارجها وآلتها العسكرية للدفاع عن هذا الجيش”.
وقال إننا “في الوقت الذي نتقدم بأحر التعازي للمقاومة في لبنان وفي فلسطين، لشهيديها اللذين انضما إلى قافلة الشهداء لنصرة القضية الفلسطينية وشعبها، وإلى أهالي الشهداء وذويهم سائلين المولى أن يحظى الشهداء بما وعدهم به الله وينالوا الكرامة عنده والشفاء العاجل للجرحى”.
واستطرد: “نرى خطورة ما أقدم عليه العدو والذي لا يمكن أن يبقى بدون رد فاعل من المقاومة في فلسطين ومن مواقع الإسناد لها في لبنان أو العراق أو اليمن ومن الجمهورية الإسلامية في إيران”.
واستكمل: “لكننا على ثقة بالحكمة التي تحلت بها قيادات الحزب ومعها القوى المساندة والتي لا تزال تتمسك بها عند أي قرار تتخذه بالرد على القصف الذي تأخذ فيه بالاعتبار الظروف الموضوعية، فيما هي تحرص على ردع اسرائيل ومنعها من الاستمرار في مغامراتها غير المحسوبة.
وجدد دعوته لـ “العالم الذي يتحدث عن رغبته بعدم توسعة دائرة الحرب، أن الطريق إلى ذلك لن يكون بالدعوة إلى ضبط النفس للمعتدى عليهم ومن يستهدفهم هذا الجيش بمجازره وحصاره، بل هو بكف يد هذا الكيان والضغط عليه بما تملكه من وسائل الضغط للانصياع إلى مطلب إنهاء الحرب، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، ومن المفارقة هنا أن نشهد في هذا العالم من يدعو إلى عدم توسعة دائرة الحرب وهو في الوقت نفسه يعلن بأنه سيدعم هذا الكيان، وهو ما يشجع هذا الكيان على الاستمرار بحربه واعتداءاته”.
وقال :”يبقى علينا وأمام كل ما يجري ألا نخضع للتهاويل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وكل الذين يدورون في فلكه، والتي تهدف إلى هزيمتنا نفسيا وروحيا.
وختم : “إننا لا نريد هنا أن نهون من إمكانات هذا الجيش وقدراته، ولكننا في الوقت نفسه لا ينبغي أن نهون من قدراتنا وإمكاناتنا التي استطعنا ونستطيع بها أن نسقط أهداف هذا الجيش ونربك مشاريعه إن لم نستطيع تعطيلها ونحن قادرون على ذلك، ونحن على ثقة بوعد الله لنا”.