جاء في “الشرق الأوسط”:
تنذر عمليتا الاغتيال للزعيم السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وللقيادي في «حزب الله» فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بفارق ساعات، بتفاقم الصراع بين إسرائيل ولبنان، بحسب تحليل لمجلة «فورين بوليسي».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هدد بتدفيع «حزب الله» «ثمناً باهظاً» بعد أن اتهمه بشنّ هجوم صاروخي أسفر عن مقتل 12 طفلاً في ملعب لكرة القدم في مجدل شمس في هضبة الجولان المحتل.
ووفق الكاتب دانييل بايمان، وهو زميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والأستاذ في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورج تاون، فإنه بحال لم يتراجع الجانبان عن المزيد من التصعيد، ستكون الحرب كارثية لكلا الجانبين.
منذ اندلاع حرب غزة في السابع من تشرين الأول (تشرين الأول)، أطلق «حزب الله» آلاف الصواريخ والقذائف على إسرائيل، كما أطلق صواريخ موجهة مضادة للدبابات على أهداف على طول الحدود.
وردّت إسرائيل بضربات جوية ومدفعية على «حزب الله» في الجنوب، فضلاً عن اغتيال قادة من الحزب، حيث بلغ عدد القتلى نحو 350 مقاتلاً من «حزب الله» و100 مدني لبناني، إلى جانب 23 جندياً إسرائيلياً و17 مدنياً.
وتسبب القتال المستمر في نزوح 60 ألف إسرائيلي من شمال إسرائيل ونحو 100 ألف شخص من جنوب لبنان.
ماذا لو توسعت الحرب؟
بحسب التحليل، فإن توسع الصراع يعني أن ترسانة «حزب الله» الصاروخية الضخمة وقواته العسكرية ستشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل، ومن المرجح أن يكون الاضطراب أكبر بكثير مما شهدته إسرائيل منذ عقود، حتى بما في ذلك هجوم 7 تشرين الاول.
ومع ذلك، استعد الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة لهذه الحرب، وقد تكون حربه وحشية، وتدمر لبنان، وفق التحليل.
من لبنان إلى سوريا والعراق
وأشار إلى أن الحرب قد تتوسع أيضاً إلى سوريا والعراق القريبتين، وكلاهما لديه قوات إيرانية متحالفة مع «حزب الله» لديها قدرات صاروخية وطائرات من دون طيار كبيرة يمكنها الوصول إلى إسرائيل.
كما يمكن للحوثيين في اليمن دعم «حزب الله» في الصراع ومواصلة حربهم ضد إسرائيل، حتى لو توقف القتال في غزة.
الحرب آتية؟
وقال: «على الرغم من أن الحرب الكبرى ستكون مدمرة، فإنها قد تأتي على أي حال».
وأضاف: «(حزب الله)، أحد أكثر الأحزاب غير الحكومية تسليحاً في العالم، يشكل تهديداً جوياً أكثر خطورة على إسرائيل من (حماس). وبفضل المساعدات الإيرانية والمساعدة الفنية، يمتلك الحزب ترسانة كبيرة تتراوح بين 120 ألفاً و200 ألف صاروخ وقذيفة. ومن المرجح أن تكون أغلب هذه الصواريخ طائرات من دون طيار وصواريخ قصيرة وطويلة المدى غير موجهة، وصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى أكثر فتكاً، والأخطر منها هي صواريخ (فاتح – 110 إم – 600) قصيرة المدى الموجهة وقادرة على الوصول إلى جميع المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل».
وتابع: «بالإضافة إلى ترسانة الصواريخ والقذائف الهائلة هذه، يمتلك (حزب الله) مجموعة من أكثر المقاتلين مهارة في الشرق الأوسط».
ولفت التحليل إلى أنه «بحال اندلعت الحرب، فسوف يكون (حزب الله) مستعداً. وسوف يقاتل مقاتلوه دفاعياً من مواقع معدة على أرض يعرفونها جيداً».
في حرب عام 2006، كشف «حزب الله» أنه احتفظ في الاحتياطي بأسلحة متطورة مثل صواريخ كروز المضادة للسفن، واستخدمها لضرب سفينة حربية إسرائيلية بنجاح. ومنذ ذلك الحين، وسّع ترسانته من الصواريخ المضادة للسفن بمساعدة روسية.
في عام 2006 أيضاً، أظهر «حزب الله» أنه يمتلك شبكة أنفاق ضخمة. في عام 2019، عثرت إسرائيل على نفق يبلغ عمقه 22 طابقاً. ووفق التحليل، تشكل هذه الأنفاق كابوساً للعمليات العسكرية.
ومع ذلك، لفت التحليل إلى أن إسرائيل لديها ميزة كبيرة في القدرات التكنولوجية، من طائرات «الشبح» F-35 Lightning II من الجيل الخامس إلى واحدة من أكثر مخزونات الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة تطوراً في الشرق الأوسط.
وبحال توسُّع الحرب، قال إن «الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بقوة نيران ساحقة وسيحطم بسرعة أي مقاومة واسعة النطاق لـ(حزب الله)؛ مما يجبر الحزب على القتال إلى حد كبير كوحدات صغيرة وعصابات، وهو ما استعدت له على الأرجح».
وختم التحليل بالقول: «إسرائيل تدربت بانتظام لمحاربة (حزب الله) على عكس (حماس)، التي قلّلت من شأنها بشدة قبل 7 تشرين الاول، فإن الجيش الإسرائيلي لديه احترام مستحق لقدرات (حزب الله)».