IMLebanon

اتفاق واشنطن – طهران على منع التصعيد: هل لا يزال صامدا؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

هل لا يزال الاتفاق “الضمني” الايراني – الاميركي الرافض توسيع رقعة الحرب في الشرق الاوسط والذي أُبرم بعد عملية طوفان الاقصى، قائما؟ هذا هو السؤال الابرز اليوم، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

في 7 تشرين وفي اعقاب شن حماس عملياتها العسكرية في غلاف غزة، سارعت طهران الى نفي اي دور لها في هذا التطور الخطير، في موقف ارادت منه توجيه رسالة الى واشنطن بـ”اننا لا نغطي ما حصل وبالتالي لا تصطدموا معنا”.

اليوم، وغداة عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في قلب طهران، سارعت الولايات المتحدة هذه المرة، الى غسل يديها من الضربة الموجعة هذه، لحماس ولايران ولكل فصائل الممانعة في آن معا. فقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الأربعاء، إن مقتل هنية “أمر لم نكن نعلم أو نشارك به”، وفقا لرويترز. ونقلت وكالة فرانس برس عن بلينكن قوله “لم يكن لدينا علم ولم تكن لنا يد في مقتل هنية”. وفي تصريحات خلال منتدى في سنغافورة، أكد أن التوصل لوقف إطلاق نار في غزة “ضرورة دائمة”. وقال بلينكن إن “من الصعب للغاية التكهن وتعلمنا ألا نتكهن”، معتبرا ان “السبيل الأفضل لتهدئة التوترات هو وقف إطلاق النار” في غزة.

بحسب المصادر، فإن هذا النفي يأتي ايضا لاستيعاب الصدمة، وللمساعدة في تنفيس الاحتقان الايراني – الممانِع والحؤول، مرة جديدة، كما حصل غداة طوفان الاقصى، دون توسّع رقعة القتال والصراع في المنطقة.

ايضا، بدا لافتا، وفق المصادر، الا تتبنى اسرائيل، حتى بعد مرور ايام على مقتل هنية، العملية، وهي لا تنفك تؤكد عبر إعلامها واوساطها، ان الاغتيال حصل من الداخل الايراني، داحضة المعلومات التي تبثّها طهران، ولا تزال، عن دور لتل ابيب وايضا لواشنطن في اغتيال هنيّة.

هذه المواقف كلّها، تؤشر الى ان لا الولايات المتحدة ولا اسرائيل، راغبتان بإشعال المنطقة ونقل الحرب من غزة او الجنوب اللبناني.. الى كل الشرق الاوسط، بل على العكس. فهل تشاركهما طهران الرغبة ذاتها، خاصة وهي تعلم جيدا انها مهما كانت ومعها اذرعها، قوية، لن تتمكن من الخروج منتصرة من مواجهة “مباشرة” بينها وبين واشنطن واسرائيل؟ على الارجح والحال هذه ، تجيب المصادر، الاتفاق الضمني على ضبط رقعة النار، مستمرٌ وصامد، وبالتالي لن يكون رد ايران وفصائلها على الضربات القاسية التي تلقتها في الايام الماضية، الا مدروسا ومضبوطا و”شكليا”، تختم المصادر.