Site icon IMLebanon

شيخ العقل: نقدّر وقوف دولة الكويت الى جانب وطننا

شدّد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على “العلاقات التاريخية الوثيقة بين لبنان ودولة الكويت ومع الشعب الكويتي، والتي تعزّزت عندنا في الجبل بفضل الأخوة الكويتيّين، الذين يقيمون سنوياً خلال فترة الاصطياف في ربوع الجبل، ورغم الظروف الصعبة الراهنة التي تمر ّعلى لبنان والمنطقة فقد آثروا الحضور مجدّداً، وهذا أن دلّ على شيء فانّما على العلاقات الأخوية والروابط المتينة بين البلدين ومحبة الأخوة الكويتيّين للبنان وتقدير اللبنانيين لأخوانهم الكويتيّين. مؤكّداً على تقدير الوطن والجبل على وجه الخصوص لما قدّمته دولة الكويت للبنان ابّان المحن التي مرّت وتمرّ عليه، حيث لم تقصّر يوماً في عهد الصداقة والمحبة، ومن جهتنا نسعى دائماّ لتطوير العلاقات بين بلدينا لمصلحة الشعبَين الشقيقين وفي تعزيز أواصر الصداقة والتعاون المشترك”.

كلام شيخ العقل جاء خلال استقباله في دارته في شانيه وفداً من المصطافين الكويتيين في منطقة جرد عاليه، تقدّمه الوزير والنائب السابق خالد جميعان سالم الجميعان، في زيارة مودّة وتقدير لسماحته، وأعرب الوفد عن تقديره للعلاقات الطيّبة القديمة مع أبناء المنطقة بشكل عام.

وتخلّل اللقاء الحديث حول الحاجة لتمتين هذه الشراكة والعلاقات عبر المساهمة في مشاريع استثمارية، من شأنها النهوض بمنطقة جرد عاليه وتشجيع الخليجيّين على المجيء الى لبنان، ريثما يتم تجاوز المرحلة الراهنة بسلام وتثبيت الاستقرار والانطلاق بعجلة الدولة.

كما استقبل وفداً من بلدة حمانا لشكره على المشاركة في افتتاح “مؤتمر الاغتراب والتنمية المحلية” الى جانب غبطة البطريرك الراعي، ضم فاعليات عدة من البلدة، إضافة الى السيد فادي نصر منظّم المؤتمر والمحامي المقدّم كامل مزهر.

واستقبل ايضاً العميد المتقاعد الدكتور غازي محمود. كذلك العقيد الدكتور منصور اشتي وعدداً من الزوار من الجبل وراشيا وحاصبيا.

وقام الشيخ أبي المنى بجولة في المتن الأعلى، وشارك في اللقاء الديني في “خلوة الزنبقية” في كفرنبرخ بدعوة من مشايخ البلدة.

من جهة ثانية، رعى شيخ العقل افتتاح المركز الثاني للثقافة التوحيدية في بعقلين بالتعاون مع اللجنة الدينية في المجلس المذهبي ومصلحة الشؤون الدينية والتربوية في المجلس، بمشاركة رؤساء اللجان، الدينية الشيخ هادي العريضي، الثقافية الشيخ عماد فرج، المالية د. عماد الغصيني وعدد من أعضاء المجلس ومدير عام المجلس المذهبي مازن فياض، ومستشارين وفاعليات وسيدات.

ونوّه أبي المنى في كلمة افتتاحية للمركز الجديد، مؤكّداً “السعي الحثيث بكل ما أوتينا من طاقة ونيّة وتصميم لتوسيع دائرة المراكز، وفقاً لتطلعاتنا وبرنامجنا الأساسي، ودأبنا لتعزيز الثقافة التوحيدية، من خلال عملنا كفريق واحد في المشيخة ولجان المجلس، للنهوض بالطائفة على مختلف الصعد”.

وأضاف: “يبدأ تعزيز الثقافة بتوفير المراكز اولاً كالتي جرت بداية في عبيه ثم بعقلين فراشيا وعاليه وقرنايل وفي مزار النبي شعيب (ع) في الكفير والشويفات، والتطلّع لافتتاح غيرها في المناطق وبمساهمة أساسية من المتبرعين ايضاً، وتلك مهامنا وواجباتنا في نشر الثقافة. وبالتأكيد ان هذه المراكز للثقافة الدينية ليست البديل من المجالس والخلوات، وإنما هي خطوة أساسية لتعبيد طريق الالتزام وتثبيت الهوية الروحية للشباب والتي نعتزّ بها كأساس لحفظ الذات والمجتمع، مهما تعدّدت الهويات الأخرى مثل الوطنية والاقتصادية وسواهما”.

وتابع: “مهما اغتربنا عن الوطن بالجسد فليست تلك بغربة الّا اذا كانت غربة روحية، وغاية هذه المراكز تعزيز الانتماء الروحي والايماني، والمساعدة في حماية الأسرة المعروفية توحيدياً، ورعايتها بدءاً من التربية وصولاً الى الزواج وتربية الأبناء وحتى مع حالات الانفصال اذا حصلت لا سمح الله، المسؤوليات مشتركة، في ظل هذا التفكّك الأسري وواجبنا يقضي بتعزيز القيم الروحية والاجتماعية والاخلاقية المعروفية. لذا، فمن جملة أهدافنا خلق المشاريع الاستثمارية للأوقاف، في إطار مؤسساتي يصبّ ضمن صندوق خاص سياديّ او غيره لدعم التوجهات وتحقيق الاهداف، وهذا ليس بانفصال عن الشراكة الوطنية بل قوة للوطن عندما نكون جميعاً أقوياء بمجتمعاتنا وعائلاتنا، ولسنا بالتأكيد في موقع استجداء الشراكة. من هنا وببركة الشباب واللجنة الدينية نطوّر العمل معاً، والكليّة التوحيدية في عبيه نطوّرها ايضاً ونخرّج الشباب في الاطار نفسه ليعيننا في هذه المهمة”.

وختم: “مبارك هذا المركز الجديد والشكر لمن ساهم في تقديمه ورجاؤنا اتمام رسالته وتحقيق الغاية منه”.

وبعد الافتتاح قدّم رئيس اللجنة الدينية الشيخ هادي العريضي محاضرة دينية بعنوان “الايمان علم وعمل”، ركّز فيها على تعريف الايمان لغة واصطلاحاً وأبعاد الإيمان بين الجنان واللسان والعمل بالأركان، وعلاقة الايمان القلبي مع عمل الجوارح وزيادة الايمان ونقصانه وعلامات ذلك والعلم والعمل، مقدّما امثلة جوهرية حول صدق العمل وفضيلة الصدق كمصداق للعقيدة الصحيحة، انطلاقا من الابعاد التوحيدية الايمانية والشرعية، بدءاً من احاديث الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره والعقيدة التوحيدية.

وكان بدأ اللقاء بكلمات لكل من الشيخين يحيى عبد الخالق وابراهيم زين الدين ورئيس المصلحة الدينية والتربوية في المجلس المذهبي الشيخ فاضل سليم، الذي شكر السيدة هيام فوزي ضو ابو عياش المساهمة الاساسية في تقديم المركز.