كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان “لا سبب يقنعني بعدم وجود رئيس، إلا نوايا غير سليمة مبطنة ضد مصلحة لبنان”. وسأل الراعي “بأي دستور يوجد الاتفاق على رئيس؟ ولماذا لم تُعقد أي جلسة انتخابية منذ أكثر من سنة”؟ وشدد على أن “رئيس الجمهورية هو الوحيد الذي يفاوض ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ليسا مخوّلَين التفاوض بإسم لبنان”. وأشار إلى أن “هناك إقصاء لدور الموارنة في الدولة، ولا سيما بمنع انتخاب رئيس الجمهورية، فلا ميثاقية لعمل البرلمان والحكومة بغياب رئيس الجمهورية. كما ثمة إقصاء لدور المسيحيين وغياب للموارنة والمسيحيين في الإدارة العامة، وهذا يضرب نظامنا التعددي لكن لا خوف على الوجود المسيحي في لبنان، بل ما يحصل هو إضعاف وليس محواً لوجودهم”. وأردف الراعي “المسيحيون عنصر أساسي لا يمكن تهميشه في الدولة وهو مُصان في النصوص لكن الإقصاء اذا طال يشكل خطراً على الوجود المسيحي في لبنان”.
تأتي هذه المواقف في وقت يغرق الملف الرئاسي في سبات عميق حيث أدخلت التطوراتُ العسكرية والحربية المحلية والاقليمية، المساعيَ، في شقيها اللبناني والدولي “الخماسي”، لاتمام الاستحقاق، في كوما. غير ان الابرز، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، هو ان كلام “سيد بكركي”، أتى عقب مواقف مِن “التفاوض” أطلقها منذ اسابيع، الامينُ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حيث قال في 17 تموز الماضي “في حال توقف العدوان، فالجهة التي تفاوض باسم لبنان هي الدولة اللبنانية، وكل ما يشاع عن اتفاق جاهز للوضع عند الحدود الجنوبية غير صحيح، ومستقبل الوضع في الجنوب سيتقرر على ضوء نتائج هذه المعركة”…
الراعي ومعه قوى مسيحية وازنة معارضة تستشعر ان ثمة محاولة مِن قبل الثنائي الشيعي تحديدا، وأهل الحكم اليوم عموما، للذهاب نحو ابرام اتفاق بين لبنان واسرائيل برعاية اميركية – اممية، في ظل غياب رئيس الجمهورية،تتابع المصادر، بحيث تكون هذه الصفقة مفصّلة على قياس مصالحهم اولا، وبحيث تشكّل تثبيتا لواقع تكبيرِ الدور “الشيعي” “الحزب – الهي” في اللعبة السياسية المحلية، ثانيا، كما حصل بعد ان كرّس الثنائي التوقيع الشيعي على كل قرارات مجلس الوزارء بتثبيته وزارةَ المال مِن حصّته.
هذه المحاولات كلّها سلّط الراعي الضوء عليها معلنا بذلك انها مكشوفة مِن قبل المسيحيين وان ثمة اهدافا مبيّتة خلف تعطيل الانتخابات. عليه، تتابع المصادر، لن يبرّئ الثنائي ساحته من هذه “الاتهامات”، إلا مِن خلال فتح رئيس المجلس ابوابَ ساحة النجمة فورا وإجراء الاستحقاق حسب الاصول الديمقراطية بعيدا من الحوارت المسبقة وخلق اعراف كضرورة الاتفاق المسبق على اسم الرئيس قبل انتخابه.