كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
فيما الطيران الإسرائيلي المعادي يعربد في الأجواء اللبنانية ويخرق جدار الصوت بشكل هو الاعنف منذ سنوات، وبعد مرور اسبوع كامل على اغتيال ارفع قادة حزب الله العسكريين فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى مسافة ساعات من تصفية تل ابيب ٥ عناصر في الحزب في مبنى في ميفدون جنوبا، على وقع كل هذه التطورات، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على اللبنانيين قائلا “يوَش يوَش”! بينما الكل يتوقع تصعيدا من الحزب ومن ايران، كان لنصرالله خطاب معاكس تماما، حمل تهدئة ودل، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ، على ان لا قرار في الضاحية، بالذهاب نحو ردود بحجم الضربات التي تلقاها الحزب في الايام القليلة الماضية.
نصرالله بدا في كلامه، يتوجه الى جمهوره لخفض سقف توقعاته واندفاعته نحو تدمير اسرائيل، وبدا، وفق المصادر، يهيئه لرد مدروس منطقي جدا لا يكون بالحجم والشكل اللذين يتوقعهما.
ووفق المصادر، ذهب نصرالله الى حد استعمال عبارة “الذبح بالقطنة”، مذكّرا انها سياسة ايران في التعاطي مع الاحداث، وانها سياسة يبدو سيعتمدها الحزب الان.
واذ تسأل عن قدرة القطنة فعلا على “الذبح”، تقول المصادر ان كلام نصرالله نتاج اتصالات بينه والقيادات في الجمهورية الإسلامية، طلبت منه التروي وعدم الذهاب نحو رد متهور يشعل صراعا في المنطقة. ويمكن القول تاليا ان رد ايران على اغتيال اسماعيل هنية سيعتمد المعايير ذاتها.
بحسب المصادر، نفّس كلام نصرالله، الى حد كبير القلق الذي كان يلف لبنان من ضربة قوية ينفذها تجر العدو الى رد أقوى، وبعد ان كان قال منذ أسبوع ان ما قبل تصفية شكر لن يكون كما قبلها، اعاد أمس وضع الامور في اطار اقل حدة. على اي حال، كلما طال امد الرد على الاغتيال، والذي وضعه نصرالله في خانة استنزاف العدو، كلما خف وهج هذا الرد ووقعه على الاسرائيليين.
انطلاقا من كل هذه الاعتبارات، هل يمكن القول ان الحزب ذاهب نحو استيعاب اغتيال شكر وهضمه، لا نحو البناء عليه لرفع سقف المواجهة مع العدو؟ الجواب ستحمله الايام والليالي والميدان، تختم المصادر.