Site icon IMLebanon

تحضيرات لبنانية للأسوأ

جاء في “الأنباء”:

سباق الساعات الأخيرة بين الذهاب إلى رد من «حزب الله» على إسرائيل يؤدي إلى حرب مفتوحة، أو تطويق التصعيد وخصوصا محليا لبقاء المواجهة في إطارها المحدود وتسهيل المساعي الديبلوماسية التي نشطت في الساعات الأخيرة في أكثر من اتجاه.

وفي موقف لبناني رسمي، جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي «بوقف الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية على لبنان تمهيدا لإرساء حل يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701».

وقال ميقاتي: «العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت زاد من تعقيدات الوضع القائم، وعزز المخاوف من مواجهات ميدانية من شأنها ان تدفع الأمور نحو الحرب الشاملة».

وأضاف: «ما يمكنني الكشف عنه في هذا الصدد أن سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى أصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل، لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته. وهذا الضغط مستمر ونأمل ان يفضي إلى نتائج مرضية في أسرع وقت».

وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن «مسيرات المقاومة وصلت إلى شرق مدينة عكا».

وأضاف في حفل تأبين لقائد عملياته في جنوب لبنان فؤاد شكر بمناسبة مرور اسبوع على اغتياله الأسبوع الماضي إن «إسرائيل خائفة من الرد الإيراني وتستنجد بالولايات المتحدة الأميركية ودول غربية لتوفير الحماية لها لأنها عاجزة عن حماية نفسها».

وأكد أن هدف المعركة الآن ليس إزالة إسرائيل ولكن منعها من القضاء على المقاومة، محذرا من «مخاطر على دول المنطقة من إسرائيل والمواجهة لا تكون بالخوف»

وقال إن المسؤولية الآن هي المقاومة والتصدي وعدم الخضوع.

واعتبر أنه «ليس هناك ما يمنع إسرائيل من هدم المسجد الأقصى إذا انتصرت في معركتها الحالية على المقاومة وهي لن تنتصر».

وقال: لو هزمت المقاومة في غزة فلن تبقي إسرائيل أي مقدسات إسلامية ولا مسيحية. وقد خرق الطيران الإسرائيلي أمس جدار الصوت على علو منخفض في سماء بيروت، تزامنا مع بدء مراسم التأبين.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام ومصدر أمني لبناني بدوي ضخم تردد صداه بقوة في بيروت ومحيطها جراء خرق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت على علو منخفض على دفعتين، ما أثار حالة من الرعب.

وقال مصدر متابع لـ «الأنباء»: «نادرا ما يستقطب حدث في منطقة معينة هذا الاهتمام الذي شهدته المساعي خلال الأيام الماضية، لمنع أي مواجهة ستكون تداعياتها أوسع من المنطقة، وكذلك تحويل أزمة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل إلى تصفية حسابات دولية تتجاوز الإقليم».

ورأى المصدر «ان لبنان قد يكون نقطة الضعف الأكثر تعرضا لتداعيات اي توسيع للحرب في ظل الاشتباك القائم على مدى 10 أشهر ولو ضمن ما سماه البعض «قواعد اشتباك» محدودة. وسيكون توسيع الحرب فرصة لإسرائيل لتصفية حسابات جديدة وقديمة مع لبنان، ومحاولة لفرض واقع جديد يلغي كل ما هو قائم منذ العام 2006 من خلال قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أوقف الحرب ويتمسك لبنان بتطبيقه ويدعو إلى الالتزام بكامل بنوده».

وتابع المصدر: «لطالما أكد أهل السياسة في لبنان ان هذا القرار (1701) يبقى الراعي الأساسي للاستقرار على الحدود، حيث فرض الأمن على مدى 18 سنة دون أي حوادث تذكر، لولا الخرق الإسرائيلي الدائم للسيادة اللبنانية، برا وبحرا وجوا».

وأضاف: «على الرغم من المساعي الدولية الناشطة فإن التصعيد الإسرائيلي في الوقت الضائع قبل الرد يزيد الأمور تعقيدا، ويضع العراقيل أمام المساعي الديبلوماسية، إذ وسعت إسرائيل رقعة غاراتها سواء على الحدود، حيث أدت إلى سقوط 3 قتلى في بلدتي حولا وميس الجبل، وصولا إلى منطقة النبطية، حيث أوقعت إصابات عدة».

في المقابل، يرصد بعض المراقبين اللبنانيين حركة رجال الميدان على الأرض، من مقاتلي «حزب الله» وخلفهم مقاتلو حركة «أمل» (تأمين مناطق خلفية)، إلى مقاتلين من «الجماعة الإسلامية» الذين يتحركون في نطاق محدود بعيدا من الخطوط الأمامية الساخنة.

ويتكتم مقربون من «الحزب» لجهة إعطاء معلومات عن خطط المواجهة في حال توسع الحرب، إلا انهم لا يشعرون بالقلق، ولا يخشون فقدان المبادرة على التحكم في زمام الأمور في الميدان.

في الشأن الحياتي، يكرر اللبنانيون تجارب اعتادوا القيام بها، من التحضير للأسوأ في حال توسع الحرب لتطول مناطق عدة في البلاد.

في طليعة الأولويات تخزين حليب الأطفال الذي يباع في الصيدليات، وكذلك الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، إلى مأكولات لا تحتاج إلى تبريد خشية من انقطاع التيار الكهربائي جراء النقص في مادة المازوت التي يعتمد عليها في تشغيل المولدات التي باتت تشكل بديلا رسميا لخدمة الكهرباء.

في الميدان الجنوبي، أغارت مسيرة إسرائيلية قبل ظهر أمس على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون. وارتفعت سحب الدخان وتوجهت سيارات الإسعاف إلى المكان، وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بسقوط 6 قتلى إضافة إلى عدد من الجرحى بينهم أطفال.

كما استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة الخيام بصاروخين، وبعدها بلدة العديسة، حيث تحدثت المعلومات عن سقوط قتيل.

وسبق ذلك تعرض بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط لقصف مدفعي متقطع.