استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، في المقر البطريركي في الديمان، وفد مجلس قيادة حزب حركة “التغيير” برئاسة إيلي محفوض الذي قدّم للبطريرك نسخة عن المبادرة الجامعة التي أطلقها الحزب والمتضمنة:
“إن إنسداد الأفق يتفاقم وتحلل الدولة يقترب من تصنيفنا كدولة مارقة (دولة لا تلتزم بالأعراف الدولية).. ورغم انتهاء فريق 14 آذار تنظيميا وإداريا لكن الإنقسام في البلد بين معسكرين مستمر منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ولكوننا نواجه انسدادا سياسيا وكل فريق متمترس خلف شعاراته وقد جاءت دعوة رئيس مجلس النواب للحوار في لحظة شد حبال بين جميع الأطراف، حيث أصبحنا أمام انقسام مدمر لن ينجو منه أحد بمن فيه الفريق المستقوي بترسانة أسلحته وهو خاطف للدولة ووظيفتها إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم من إنعدام الحد الأدنى للتوازن بين فريق المعارضة والفريق الحاكم حيث لم يعد نهج المعارضة مقنعا ومجديا لا بنهجه ولا بأسلوبه في التعاطي وكيفية التعامل مع الفريق الحاكم، خصوصاً وأن فريق الإنقلابيين المستهتر المستخف غير المبالي بأي شراكة أو تكاملية وبيده مصدر قوة أي السلاح يستقوي به ويسيطر ويحكم ويتحكم، وعليه أصبحنا أمام أمر واقع حيث تم تعليق العمل بالدستور اللبناني والعبث بالجمهورية ومقدراتها.
وعليه، وانطلاقا من قناعاتنا بلبنان وطن لجميع أبنائه من دون تفضيل المواطن على آخر، ولا تفصيل دولة ونظام حكم على قياس جماعات، لذلك إرتأينا في حزب حركة التغيير التقدم من مرجعيتكم الوطنية العظيمة بمبادرة لعلها تفسح المجال لحلول إنقاذية.
وبما إن البطريركية المارونية مع ما تحمل في جعبتها من دور وطني جامع عابر لكل الإشكاليات، ولكون هذا الدور مسلم به من جميع العائلات الروحية اللبنانية نتقدم من غبطة أبينا البطريرك الراعي بالإقتراح التالي:
أن تبادر بكركي بشخص السيد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري والفريق الذي يمثل، لان الرئيس بري طرفا وليس محايدا لذلك الحوار برئاسته أو معيته لا يستقيم وممن يختارهم بري من ممثلين عن حزب الله والتيار الوطني الحر وسواهم من فريق الحكم حيث يشكل هذا الوفد برئاسة بري الموقف الآخر أي رؤية هذا الفريق، في المقابل يبادر البطريرك الى دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ونواب المعارضة مسلمين ومسيحيين لينضموا الى الوفد ليصار بعدها الى عقد طاولة مستديرة في بكركي برعاية البطريرك الراعي ويكون جدول الأعمال كل العناوين والملفات العالقة على أن الأسباب الموجبة لعقد مثل هكذا طاولة هو الخطر الكبير على الجمهورية اللبنانية والهوية والكيان والوجود اللبناني الحر. كما نضطلع بالدور التاريخي لدارة المختارة وعليه نرى وجوبا حضور الأستاذ وليد جنبلاط ومعه فريق التقدمي الإشتراكي إنطلاقا من الشراكة الحتمية للفكرة اللبنانية والتي قوامها التكاملية المسيحية – الإسلامية – الدرزية كذلك الحث على مشاركة كل من مفتي الجمهورية اللبنانية ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي ، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز بمشهدية تذكرنا بعامية أنطلياس.
وفي الختام، ولأنه لا بد وأن تنتهي الحرب في الجنوب، ولا بد أن تستعيد الدولة سلطتها ووظيفتها بالرعاية والحماية.. ولأن الملفات الساخنة لا بد وأن تعالج لبنانيا وليس بطبيعة طائفية أو مذهبية وهذه مسؤولية مشتركة بين اللبنانيين جميعا فسقوط الهيكل سيصيب الجميع. نرفع اليوم أمام غبطة البطريرك الماروني ومن خلاله الى السادة والمرجعيات المذكورين هذه المبادرة لمناقشتها دفعا باتجاه تحصين لبنان وتحسين ظروف عيش اللبنانيين لأن الخوف كل الخوف أن يستمر إستقواء فريق على الآخرين وتجيير طفرة قوته المسلحة تأمينا لمصالح خاصة وخدمة لأجندات خارج حدود الوطن اللبناني ،وهذا ما سوف يدمر أكثر الجمهورية وعندها لن يسلم أحد منا”.
وأثنى البطريرك الراعي على المبادرة، لافتا إلى “صعوبة عقد طاولة مستديرة في ظل الظروف الامنية الصعبة”.
وبعد اللقاء تحدث نائب رئيس الحزب بسام خضر آغا عن الزيارة وقال: “بعد إطلاقه للمبادرة الجامعة الموحدة في هذا الظرف الخطير. سلمنا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس ورقة المبادرة التي أعلن عنها حزب حركة التغيير منذ فترة حول عقد طاولة مستديرة برعاية البطريرك الراعي، وعليه، وبعد شرف اللقاء بالكاردينال الراعي نطرح أمام الرأي العام اللبناني ثلاث إشارات يهمنا التدليل عليها:
أولا: بكركي ورمزيتها وبعدها الوطني الجامع الموحد قادرة في كل ظرف وزمان على مهمة جمع اللبنانيين.
ثانيا: بكركي وسيدها والحياد المتبع من الكنيسة المارونية حيث أنها كانت وما زالت على مسافة من جميع اللبنانيين.
ثالثا: مهمة البطريرك الراعي اليوم المبادرة ودعوة كل الأطياف لتكريس التكاملية الإسلامية المسيحية الدرزية على كلمة لبنانية وطنية سواء.
وختم آغا: “ان حزب حركة التغيير بادر ووضع هذه الورقة المقترح وهي محاولة إنقاذية ونتركها بين أياد امينة كي يقوم سيدنا الكاردينال الراعي بما يراه مناسبا خدمة للبنان وللقضية”.
بعدها، استقبل البطريرك الوزير السابق ابراهيم الضاهر الذي اشار بعد اللقاء إلى أنه عرض مع البطريرك الاوضاع العامة و”تداعيات ما يجري على الساحة الجنوبية وغزة على لبنان. كما تناول موضوع التأخير في انتخاب رئيس للجمهورية والذي اصبح ضرورة كيانية ووجودية”، لافتا الى انه “اطلع البطريرك على أوضاع “البيت اللبناني” في فرنسا وموقف السلطات الرسمية من ما يجري في لبنان”.
وظهرا، استقبل البطريرك جان مارك حكيم الذي وضعه في أجواء التحضيرات للمؤتمر الذي سيقام في 16 الشهر الجاري للعلامة السمعاني في حصرون برعاية وحضور البطريرك الراعي وحشد من رجال الفكر.