كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه ضم إلى قوته البحرية مجموعة كبيرة من صواريخ كروز تتمتع بمواصفات جديدة، وتحمل رؤوسا حربية شديدة الانفجار، ولا يمكن تتبعها. وقال الحرس الثوري – في بيان امس – إن قوته البحرية حصلت على منظومات رادار جديدة وأنظمة الحرب الإلكترونية، كما حصلت على أحدث أنواع التجهيزات العسكرية المضادة لجميع الأهداف البحرية.
ووفق وسائل اعلام ايرانية فإن صواريخ كروز الجديدة مضادة للسفن، وقد تسلمتها البحرية الايرانية بأمر من القائد الأعلى لهذه القوات. وقالت وكالة “تسنيم” إن “الصواريخ الجديدة لبحرية الحرس الثوري تملك قدرات مثل رؤوس حربية شديدة الانفجار لا يمكن رصدها. ويؤدي تأثير هذه الصواريخ إلى إحداث أضرار جسيمة وغرق مدمرات العدو”.
في المقابل، قررت الولايات المتحدة منذ ايام ارسال مجموعة حاملة طائرات هجومية وسرب مقاتلات وسفن حربية إضافية إلى الشرق الأوسط مع استعداد المنطقة لانتقام إيران على مقتل إسماعيل هنية في طهران. وأمر وزير الدفاع لويد أوستن الجمعة الماضي، المجموعة الهجومية “يو إس إس أبراهام لينكولن” بأن تحل محل المجموعة الهجومية “يو إس إس تيودور روزفلت”، التي تعمل حاليا في خليج عمان، وفقا لبيان صادر عن سابرينا سينج نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون. وقالت سينغ في بيان إنّ أوستن “أمر بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة”.
ولم يكتفِ الجيش الاميركي بهذا الاجراء، بل أعلن في الساعات الماضية أن طائرات حربية متطورة من طراز إف-22 وصلت إلى الشرق الأوسط الخميس. وقالت القيادة المركزية الاميركية – سنتكوم – على وسائل التواصل الاجتماعي، إن هذا الانتشار يأتي في إطار “تغييرات في وضع القوات في المنطقة للتخفيف من احتمالات التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو وكلائها”، من دون تحديد عدد الطائرات أو موقعها الدقيق.
الاجواء في الشرق الاوسط حربية بامتياز اذا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. رأسا المواجهة، اي الولايات المتحدة وايران، تستعدان لكل الاحتمالات وتستعرضان قواتهما العسكرية. لكن وفق المصادر، ومع ان لا توازن بينهما حيث ايران، بطبيعة الحال، لا يمكنها الوقوف في وجه واشنطن عسكريا، فإن المعالجة الفعلية للتوتر الاقليمي الذي ارتفع منسوبه غداة اغتيال هنية وايضا القائد في حزب الله فؤاد شكر، تحصل في “السياسة”. من هنا، يجدر التوقف عند ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، امس، عن انّ الولايات المتحدة الأميركية حذرت إيران من أنّ حكومتها الجديدة واقتصادها قد يتلقيان “ضربة موجعة” في حال قررت المضي بتنفيذ تهديدها بشن هجوم على إسرائيل رداً على اغتيال هنية. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤول أميركي لم تكشف عن اسمه، أنّ التحذير جرى إيصاله لطهران مباشرة وأيضاً عبر وسطاء، وقال في هذا الصدد “لقد بعثت الولايات المتحدة رسائل واضحة إلى إيران بأنّ خطر تصعيد كبير هو جد مرتفع في حال قررت شنّ هجوم عقابي كبير على إسرائيل”. وأضاف أنّ تلك الرسائل جعلت طهران تدرك “وجود خطر كبير لحصول تداعيات هائلة على اقتصاد إيران واستقرار الحكومة المنتخبة الجديدة في حال قررت المضي في هذا المضمار”.
هذه الرسائل هي التي ستمنع الامور من التدهور في المنطقة، تقول المصادر، وهي التي ستدوزن ردود ايران والحزب وتجعلها “شكلية” على غرار الرد في 13 نيسان.. اما الاسلحة فليست الا لعرض العضلات ولن تستخدم إلا اذا… تختم المصادر.