كتب داود رمال في “الانباء الكويتية”:
تكثر في لبنان التكهنات حول مسار العمليات العسكرية والحربية المتبادلة بين ««حزب الله» و«إسرائيل»، والمصحوبة بحرب نفسية تعتمد التهويل ورسم صورة شديدة السوداوية حول ما سينتج عن حرب مقبلة.
هذا الإرباك الداخلي ناجم عن عدم معرفة القيادات السياسية والمجتمعية بمواعيد وحجم الردود على اغتيال اسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، وما طبيعة الرد الإسرائيلي على الرد.
هذه الأجواء الضبابية يوضح من حقيقتها ما كشفه مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ «الأنباء» اذ قال: «تبلغ لبنان رسائل ديبلوماسية من دول صديقة، خلاصتها ان رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) سيفاوض في الخامس عشر من الشهر الجاري على تسوية حول وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن بالنار، وسيعتمد تكثيف وتصعيد العمليات الحربية الدموية، حتى يفرض شروطه في التسوية كما في غزة كذلك على جبهة لبنان».
الأخطر في الرسائل الديبلوماسية بحسب المصدر «ان القضية لم تعد إقناع ايران وحزب الله بعدم الرد، انما في إقناع نتنياهو بعدم الذهاب إلى ضربة استباقية في لبنان وفي ايران، من خلال التركيز على بنك اهداف يعتبره حيويا لحزب الله، وكذلك استهداف البرنامج النووي الايراني وتحديدا ضرب مفاعل أراك النووي. وإذا حصلت هذه العملية الاستباقية، فهذا يعني اننا ذاهبون إلى موجة عالية السقوف من التصعيد الكبير».
وأوضح المصدر ان «الأيام الفاصلة عن موعد 15 الجاري هي من أصعب أيام الانتظار، وستكون محفوفة بمخاطر كبيرة جدا، علما ان المعطيات تفيد بأن اي تصعيد عسكري سيكون عبارة عن موجات قصف جوي وصاروخي متبادلة بين حزب الله وإسرائيل لا تستمر طويلا، لأن مجلس الأمن الدولي سيسارع إلى الانعقاد، وربما نكون امام قرار جديد لمجلس الامن الدولي، جوهره مضمون القرار 1701 ولكن مع استبدال بند أساسي، اذ بدل فقرة وقف الأعمال العدائية الواردة في القرار 1701، تعتمد فقرة تنص على وقف إطلاق النار المستدام، وبالتالي يتم الاستناد إلى هذا القرار في المفاوضات حول تثبيت الحدود البرية التي لا يمكن تثبيتها من دون وقف دائم لإطلاق النار».