كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يشهد التيار الوطني الحر حركة انسحابات واستقالات لا تهدأ ولا يكاد يمر شهر الا وتُسجّل حالة ابتعاد او إبعاد من الحزب البرتقالي او من تكتله النيابي “لبنان القوي”. رغم هذا الواقع، رئيسه النائب جبران باسيل يتحدث عن الموضوع من موقع القوي وينتقد الخارجين من تحت راية التيار.
في الساعات الماضية، توجه للذين خرجوا من التيار، فقال: نحفظ لهم المراحل النقية من النضال ولكن لا نخفي الأذى الذي تسببوا فيه بحق التيار الذي صنعهم، فالتيار هو نضال الناس الذين استرجعت تضحياتهم المواقع ووزّعت المناصب على الذين اخذوها بفضل الناس واصواتهم. ، فليخبرنا من يمنن التيار ماذا كانوا قادرين أن يفعلوا لوحدهم”. وتوجه الى الرئيس ميشال عون “اعرف بما تحس وماذا تقول: علّمته رمي النبال ولما اشتدّ ساعِدُه رَمَاني. وكم علّمته نظمَ القوافي، فلّما قال قافيةً هَجَاني”.
وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن استقالة النائب سيمون ابي رميا من التيار وقبله ابعاد النائب الان عون منه، وقبلهما خروج نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من تكتل لبنان القوي… كلّها نتاج تراكمات في مسار ادارة “الوطني الحر” وكيفية قيادته، وليست نتيجة مباشرة لسلوك او قرار واحد محدد.
لكن وفق المصادر، قد تكون طريقة التعاطي “الباسيلي” مع الملف الرئاسي، لعبت دورا في تسريع وتيرة الانسحابات، حيث يبدو ان ثمة ميلا لدى الخارجين الى رفض “تعنّت” رئيس التيار في ما خص ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وامكانية ان يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون مرشحا ثالثا.
عليه، فإن ما يجري في صفوف التيار قد يُرضي حزب الله على اعتبار انه يمكن ان يرفع السكور الذي يحققه مرشحه فرنجية في المعركة الانتخابية. وتاليا، يفترض ان يفاقم ما يحصل، الصدعَ بين التيار والحزب (والذي يحاول الاول اليوم رأبه).. لكن المرجح ان رئيس التيار سيلتصق اكثر بالحزب. لماذا؟
الامر بسيط تجيب المصادر. ذلك ان تضعضع التيار من شأنه ان ينعكس تضعضعا في ادائه الانتخابي في اي استحقاق مقبل. والضمور الذي اصاب تكتله في الانتخابات الاخيرة سيكون مرشّحا ليشتد اكثر في الاستحقاق النيابي المرتقب. فمَن يمكن ان يعوّض عليه الخسارة؟! حزب الله! هو اسعفه في الانتخابات الماضية وقد بات التيار اليوم، اكثر من اي يوم، في حاجة الى اصوات الحزب والى دعمه لتكبير تكتله.
هو وضع غير مريح اذا يجد باسيل نفسه فيه: عليه ان يتقرّب من الفريق الذي لم يسايره رئاسيا ولا حكوميا، من اجل ان يستمر (اي التيار) نيابيا وبالتالي سياسيا.. فكان الله في عون باسيل، تختم المصادر!