كتب عمر البردان في” اللواء”:
الثابت والأكيد، أن العد العكسي لرد إيران و”حزب الله” على إسرائيل قد بدأ، وهو أمر يبدو متوقعاً في الساعات والأيام القليلة المقبلة، باعتبار أن كلاً من إيران و”الحزب”، وفقاً لمعلومات أبلغا الوسطاء، أن الرد محسوم ولا جدال في هذا الموضوع، وأن لا مناص من أن يكون عقاب العدو، بمستوى جريمتي طهران والضاحية الجنوبية، توازياً مع استمرار جرائمه في قطاع غزة.
ومع ارتفاع منسوب التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية، وتوسع العدوان الإسرائيلي بالاصرار على استخدام سلاح الاغتيالات عبر المسيّرات، باستهدافها العديد من قيادات “حزب الله” و”حماس”، إضافة إلى “الجماعة الإسلامية” ، فإن الكلام يتزايد داخل اسرائيل عن احتمال الدخول في حرب واسعة مع “الحزب”، من خلال السعي إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية، حيث أكد مسؤولو جيش الاحتلال أنهم عازمون على إطالة أمد الحرب، وأنهم مستعدون لمواصلتها على مختلف الجبهات. لا بل أن هناك من يدفع داخل إسرائيل إلى شن هجوم استباقي ضد “حزب الله”، حيث أن تقديرات الاحتلال تشير إلى أن رد “الحزب” قد يكون أسرع مما يتوقعه البعض، وأنه ما عاد بمقدوره الانتظار طويلاً.
ولا تستبعد مصادر المقاومة، أن يكون الاحتلال بصدد توسيع الحرب، رغم تكلفتها الباهظة، في ظل الدعم الأميركي والدولي، وهذا ما ظهر من خلال توسيع دائرة اعتداءاته على لبنان، والامعان في استهداف المدنيين، في موازاة توسيع دائرة عدوانه على مناطق في عمق الأراضي اللبنانية، وآخرها مدينة صيدا.
ولا ترى الأوساط أن فرضية زج “حزب الله” بلبنان في الحرب، مستبعدة في ظل التطورات الأخيرة، ما قد يجر البلد إلى الدخول في حرب مفتوحة، في ظل استمرار سعي طهران لعزل لبنان عن محيطه العربي وصداقته، لتتمكن طهران من السيطرة أكثر فأكثر على لبنان، عبر حزب الله . وهو ما تحاول المعارضة الوقوف في وجهه، ومن أجل التصدي لأي صفقات قد تعقد على حساب لبنان وشعبه، في ظل خشية كبيرة من أن يحصل اتفاق على حساب السيادة اللبنانية، وهذا أمر لن يكون في مصلحة أحد من اللبنانيين، لا عند الموالاة ولا عند المعارضة .