كتب انطوان صعب في “اللواء”:
عُلم أن عودة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى كل من المنطقة، إستدعتها الظروف العاجلة، بعدما بلغ الأميركيون والمجتمع الدولي، بأن إيران وحزب الله قرّرا الرد في وقت قريب جداً وردّاً مدوياً، ما ترك تساؤلات حول إمكانية تحويل المنطقة إلى حرب شاملة، وتحديداً لبنان، فكان وفق معلومات مؤكدة، أن حصل تواصل بين بعض القوى السياسية اللبنانية والموفد الأميركي التي تربطها علاقات وثيقة جداً به، داعيةً إياه للعودة إلى لبنان، وكذلك مع الإدارة الأميركية من قبل الأردن ومسؤولين عرب لتدارك الوضع، فكان أن قرّر الرئيس الأميركي جو بايدن إيفاد وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ومبعوثه الخاص إلى منطقة هوكشتاين لتنفيس الاحتقان.
لكن السؤال المطروح هل ستؤدي مساعي هوكشتاين إلى منع حزب الله عن الرد؟
هنا تشير المعلومات إلى أن رد حزب الله آتٍ وسيحصل في أي توقيت، والأمر عينه لإيران مهما كانت المفاوضات، وإن جاء هوكشتاين أم لم يأتِ، فالحزب قرّر الرد، لذلك ثمة أجواء ومؤشرات بأن الساعات المقبلة حاسمة، أكان على مستوى رد حزب الله وطهران، أم أن الدبلوماسية الأميركية والدولية ستنجح في احتواء الوضع، ومن يتابع ويواكب يؤكد بأن هناك معلومات وثيقة، بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتواصل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وعدد من المسؤولين اللبنانيين، أكد بأن بلاده جاهزة لكل الاحتمالات، لكن من الطبيعي، فرنسا ترفض رد حزب الله وإيران، ما تبدّى من خلال إرساء البوارج والمدمرات الحربية من فرنسا إلى المنطقة، ليكون ثمة غرفة عمليات مشتركة وتنسيق بين واشنطن ولندن وباريس.
لذلك، هناك حديث يتواصل في الصالونات السياسية في لبنان، كيف سيكون الرد الإسرائيلي على حزب الله وإيران، في حال كان هناك ضربات موجعة لتل أبيب؟ هل ستقصف المنشآت المدنية والمطار وسواهم؟
فالمتابعون يؤكدون أن قرار الرد بات قريباً جداً، والأمور ذاهبة إلى تصعيد، لكن المجتمع الدولي عبر الدبلوماسية العاجلة، سيحتوي الوضع لكن ليس في وقت قريب، بعدما تكون الحرب أخذت مداها لأيام وأسابيع، وعندها يجلس الجميع إلى طاولة المفاوضات أو تحصل هدنة، وهذا ما ستحدده الأيام القليلة المقبلة في ضوء التقارير الميدانية والدبلوماسية والاستخباراتية، حيث العدو الإسرائيلي قد يقوم بأي عمل استباقي في حال رأت إستخباراته أن عملية من قبل حزب الله ستحصل في الداخل الإسرائيلي.