جاء في الجريدة “الكويتية”:
أثارت ايران حفيظة حلفائها، خصوصاً حزب الله وحركة حماس، بدعوتها مجدداً إلى التريث في الرد على إسرائيل بعد اغتيال رئيس أركان الحزب اللبناني فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية إسماعيل هنية.
في حين أرسلت إيران رسائل جديدة تظهر مرونة في تأجيل ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، كشف مصدر مطلع في «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني، أن طهران شهدت اجتماعاً ساخناً بين مندوبي الفصائل الموالية لها بالمنطقة وقيادة الحرس الثوري الأحد الماضي، أظهر تبايناً حاداً بين الطرفين تطوّر إلى تلاسن، وانتهى بانسحاب بعض مندوبي الحلفاء غاضبين من الاجتماع.
وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن مندوبين من «حزب الله» وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، والأحزاب والفصائل العراقية، والحوثيين، شاركوا في الاجتماع للتنسيق بشأن الرد على إسرائيل، مؤكداً أن مندوبي «الحرس» أبلغوا الحلفاء بالتريث في الرد، أقله حتى انتهاء المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة غداً.
في المقابل، فإن حلفاء إيران اعتبروا أن الوقت ملائم لفتح كل الجبهات ومهاجمة إسرائيل بقوة، والتصدي لكل مَن يريد الدفاع عنها بما في ذلك القوات الأميركية.
وذكر المصدر أن الجانب الإيراني كان واضحاً بأن المضي بهذا السيناريو مغامرة ستصب بنهاية المطاف في مصلحة إسرائيل.
ولفت إلى أن الإيرانيين اقترحوا التعامل مع إسرائيل بسياسة «الند بالند»، وأنه إذا اغتالت شخصيات من محور المقاومة وجب الرد على ذلك باغتيال شخصيات إسرائيلية. وبيّن أن مندوب «حماس» علّق بالمطالبة باغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقابل هنية وإلا فإن «حماس» لن تدعم الاقتراح، مضيفاً أن مندوبي «حزب الله» حذروا من أن العض على الأصابع لم يعد مناسباً، ولدى قيادة الحزب تخوف من خروج كوادر عن السيطرة وقيامهم بهجمات منفردة، وأن الحزب مُصرّ على أنه بعد استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت يجب استهداف حيفا وتل أبيب.
وختم المصدر بأن هناك تخوفاً لدى طهران من شنّ حلفاء هجمات دون تنسيق معها ووضعها بالأمر الواقع، كما فعلت «حماس» في 7 أكتوبر، لكن هذه المرة بشكل أخطر.
وفي تفاصيل الخبر:
في حين تتوقع إسرائيل هجوماً إيرانياً واسع النطاق في الأيام المقبلة حسب آخر تقييماتها الاستخبارية، كشف مصدر مطلع في «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني، أن طهران شهدت اجتماعاً ساخناً بين مندوبي الفصائل الموالية لإيران في المنطقة وقيادة الحرس الثوري مساء الأحد الماضي، ظهر فيه تباين حاد بين الطرفين تطوّر إلى تلاسن، وانتهى بانسحاب بعض مندوبي الحلفاء غاضبين من الاجتماع.
وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن مندوبين من «حزب الله» اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين والأحزاب والفصائل العراقية والسورية المسلحة والحوثيين اليمنيين شاركوا في الاجتماع، الذي كان مقرراً للتنسيق بشأن الرد على الهجمات الإسرائيلية على إيران وحلفائها، بما في ذلك الرد على عملية اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.
وأكد المصدر أن مندوبي الحرس الثوري أبلغوا الحلفاء أن عليهم أن يتريثوا في الرد، أقله حتى انتهاء المفاوضات المقررة غداً (الخميس) حول وقف إطلاق النار في غزة، والتي دعا إليها ثلاثي الوساطة الذي يضم واشنطن والقاهرة والدوحة.
في المقابل، اعتبر مندوبو «حزب الله» و«حماس» أن السبيل الوحيد للوصول إلى وقف النار في غزة والتهدئة في كل المنطقة هو فرض ذلك على إسرائيل بالقوة، ومن الضروري فتح كل الجبهات لإجبار تل أبيب على القبول.
وأشار إلى أن حلفاء إيران يعتبرون أن الوقت ملائم لفتح كل الجبهات ومهاجمة إسرائيل بقوة، والتصدي لكل مَن يريد الدفاع عنها بما في ذلك القوات الأميركية أو أي دولة عربية تساعدها على دعم تل أبيب، وأنه مع رفع التكلفة إلى هذا الحد تصبح التسوية الشاملة أقرب إلى المنال.
وقال إن الجانب الإيراني كان واضحاً بأن المضي في هذا السيناريو مغامرة كبيرة ستصب بنهاية المطاف في مصلحة إسرائيل لا الفلسطينيين أو «جبهة المقاومة».
وأوضح أن التصور الذي قدمه حلفاء طهران يتضمن عمليات واسعة طويلة الأمد، واستهداف بنى تحتية وأهداف أمنية وعسكرية واقتصادية وحتى مناطق مدنية وسكنية إسرائيلية، تجعل جميع الإسرائيليين يعيشون في الملاجئ مدة طويلة، ويشعرون بما يشعر به سكان غزة.
وأكد أن «حزب الله» مُصرّ على أنه بعد استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت يجب استهداف حيفا وتل أبيب، لترسيخ معادلة حيفا وتل أبيب مقابل بيروت والضاحية الجنوبية بأي ثمن كان، وأنه يجب على الحزب أن يوسِّع بنك أهدافه إلى مدن إسرائيلية أخرى، حتى لو أدى الأمر إلى إصابة المدنيين، ليتم تثبيت معادلة استهداف مدنيين إسرائيليين مقابل استهداف مدنيين لبنانيين.
ولفت إلى أن الإيرانيين اقترحوا التعامل مع إسرائيل «الند بالند»، وأنه إذا اغتالت شخصيات من محور المقاومة وجب الرد على ذلك باغتيال شخصيات إسرائيلية.
وذكر المصدر أن مندوب «حماس» في الاجتماع علّق على الاقتراح بقوله: إنه إذا ما كانت إيران مستعدة لتحمل عواقب اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مقابل اغتيال هنية، فإن «حماس» تدعم هذه السياسة، إما إذا كان هدف إيران اغتيال شخصيات أقل مستوى، فإن الحركة غير موافقة، وترى أن نتنياهو لن يتأثر باغتيال شخصيات سياسية أو عسكرية أو علمية إسرائيلية مادام ذلك سيُبقيه في السلطة.
وبين أن هذا الاقتراح واجه انتقادات حادة من حلفاء إيران الذين قالوا إنه يمكن القبول به كجزء من الهجوم الشامل واسع النطاق، لا أن يكون هو الرد.
وأضاف أن مندوبي «حزب الله» في الاجتماع حذروا من أن مرحلة العض على الأصابع لم تعد مناسبة، وهناك تخوف من قيادة الحزب من خروج بعض العناصر، أو حتى الكوادر، عن السيطرة وقيامهم بهجمات منفردة.
وأوضح أن الحوثيين أيدوا موقف «حزب الله» وتحول الأمر إلى جدل كبير، مما دفع قادة الحرس الثوري إلى التلميح بأن القرار ليس بيدهم، وهو ما أثار غضب الحلفاء أكثر، إذ اعتبروا أنهم يتلقون الضربات في حين تقرر القيادة الإيرانية وهي في مأمن.
وأشار إلى أن الأمر انتهى بخروج بعض مندوبي «حزب الله» و«حماس» والحوثيين من الاجتماع على أساس أنهم جاؤوا إلى طهران للتنسيق بشأن الهجوم الشامل لا التنسيق بشأن تأجيله.
وختم المصدر بأن هناك تخوفاً داخل قيادات الحرس الثوري من أن بعض هؤلاء يمكن أن يفتحوا بعض الجبهات دون التنسيق مع طهران ووضعها أمام الأمر الواقع، كما فعلت «حماس» في 7 تشرين الاول، ولكن بشكل أكبر جداً.