IMLebanon

هوكشتاين “متفائل”

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين في “الأنباء الكويتية”:

أمضى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ساعات طويلة أمس في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي حضر إليها من تل أبيب.

وركز مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن وكبير مستشاريه لشؤون الطاقة في الشرق الأوسط في مباحثاته في بيروت على أمرين: الأول التحذير من مغبة الذهاب إلى تصعيد يلحق الضرر بالجميع وتكون نتائجه كارثية على المنطقة برمتها. والثاني إعادة تحريك مفاوضات الحدود التي علقت منذ أشهر عدة في انتظار انتهاء الحرب في غزة، تمهيدا لوضع إطار لاتفاق يعيد الهدوء ويرسخ استقرارا طويل الأمد على طرفي الحدود.

وكشفت مصادر رفيعة في قيادة الجيش لـ «الأنباء» ان هوكشتاين «المتفائل» بحث في اليرزة شؤونا عسكرية خاصة بدور الجيش في المرحلة المقبلة، واضطلاعه بمهمات أمنية في الجنوب شمال مجرى نهر الليطاني على الحدود مع إسرائيل. ورد قائد الجيش العماد جوزف عون متناولا الحاجة إلى تطويع عسكريين مع ما يتطلبه ذلك من حاجة مادية.

وتحدثت المصادر عن جهوزية الجيش للقيام بما يطلب اليه من مهمات، بصرف النظر عن حاجته إلى عديد وعتاد.

أما الشق السياسي، فتم بحثه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في ضوء لعب الأخير دور الوسيط المباشر مع «حزب الله».

وقال هوكشتاين من عين التينة: «الصراع بين حزب الله وإسرائيل طال أمده». وأضاف: «نؤمن بأنه من الممكن الوصول إلى حل ديبلوماسي، وما من أحد يريد حربا شاملة بين لبنان وإسرائيل».

ولفت إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب منه العودة إلى لبنان قبل بدء المفاوضات الخاصة بغزة، مشيرا إلى «أن الاتفاق في غزة سيخلق الظروف المناسبة لخفض التوتر بين لبنان وإسرائيل».

وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان إسرائيل و«حزب الله» تجنب الحرب، قال هوكشتاين: «آمل ذلك وأعتقد بذلك»مشددا على أنه «لا وقت لإضاعته».

وبعدها انتقل هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون إلى السرايا الحكومي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. ثم توجه المبعوث الأميركي إلى مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة حيث التقى عددا من نواب المعارضة بناء لطلبه.

توازيا، رأى سياسي شمالي مرجح ان يلعب دورا رسميا كبيرا في المرحلة المقبلة، بعد عودة الاستقرار الأمني إلى البلاد، «ان المبعوث الأميركي لم يحضر لنقل تهديد جديد بمخاطر الحرب الموسعة وتداعياتها، اذ كان يمكنه إيصال ذلك دون الحضور إلى بيروت. بل حمل عرضا لتسوية أمنية، تليها أخرى سياسية داخلية على قاعدة ان تثبيت الهدوء على الحدود الجنوبية، مرهون باستقرار سياسي في البلاد، وانتظام عمل مؤسساتها».

الا ان السياسي الشمالي لم يتوقع حلولا سريعة، «خصوصا في الملف الداخلي الرئاسي» وسأل: «هل يقبل حزب الله السير بمرشح تسوية غير قريب منه؟ أشك بذلك..».

ولم يشأ التعليق عما اذا كان المقصود بمرشح التسوية رئيس مشروع «وطن الإنسان» النائب نعمة جورج افرام، الذي تردد انه يعمل على حشد أصوات نيابية مؤيدة له. واكتفى السياسي الشمالي بالقول: «العدد لم يتغير عما كان عليه في جلسة 14 يونيو 2023، ذلك ان عددا من نواب تكتل لبنان القوي اقترع لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وفي أي حال، حسابات الرئاسة في لبنان غير محصورة بأصوات النواب».

وتحدث خبير عسكري لـ «الأنباء» ارتبط اسمه بإنجازات كبرى في الميدان أثناء تدرجه في الجيش، عن «رد محسوم لحزب الله على اغتيال مسؤوله العسكري الأرفع فؤاد شكر، وهذا أمر خارج النقاش. الا ان الرد سيكون ضمن ضوابط».

وأشار إلى «حدوث ضربة (رد) من دون بلوغ الأمور مستوى المواجهة الشاملة». وقال: «من يجرؤ على الخروج عن قواعد اشتباك معينة ومضبوطة، في ظل هذا الوجود الكثيف لحاملات الطائرات والسفن الحربية والغواصات الأميركية في المنطقة».

وأضاف: «كل هذه القوة في البحر ستسهم في اقناع ايران بالتزام حدود في رد مباشر منها أو من حلفائها.. وسيضرب حزب الله في الداخل الإسرائيلي معتمدا القيام بعمليات نوعية».

ميدانيا، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، عدوانا جويا على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، بصاروخين ارتجاجيين تردد دويهما حتى منطقتي صور والنبطية.

وأعلن «حزب الله» استهداف تجمع لجنود العدو في حرش شتولا بالأسلحة الصاروخية واستهداف موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. وبعدها أشار إلى شن هجوم جوي بأسراب من المسيرات الانقضاضية على تجمع مستحدث لجنود إسرائيليين في شمال أبيريم.

ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس ان شركتي «اير فرانس» و«ترانسافيا» توقعتا استئناف رحلاتهما إلى بيروت اليوم الخميس، بعد تعليقها اعتبارا من 29 يوليو الماضي.