كتب معروف الداعووق في “اللواء”:
لم يكشف اي مسؤول التقى المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، عن تفاصيل ما حمله في زيارته المفاجئة الى لبنان، باستثناء العموميات، وما اعلنه هو للصحافيين، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من مواقف وضرورة خفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل لتجنب الحرب، ومؤكدا بأن الحل الديبلوماسي مايزال ممكنا، وتكراره بأن نجاح صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل في الدوحة، سيساعد على وقف المواجهة العسكرية والتدهور في الجنوب، وعودة الهدوء الى المنطقة.
تجنب هوكشتاين التطرق علانية الى ما أبلغه للمسؤولين اللبنانيين من خطورة الاوضاع السائدة حاليا في المنطقة، جراء التصعيد الناجم عن اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران، والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت، والخشية من ان تؤدي ردود فعل الحزب وايران إلى توسع المواجهات العسكرية الجارية على الحدود الجنوبية اللبنانية والمناطق المتقابلة من الجهة الاخرى، إلى حرب واسعة تشمل لبنان كله، ومشددا على ضرورة تجنب كل ما من شأنه اندلاع مثل هذه الحرب، التي تنعكس ضررا على الجميع من دون استثناء.
ابقى المستشار الرئاسي الاميركي ما دار من نقاشات حول المبادرة التي طرحها خلال زياراته السابقة لحل مشكلة انهاء المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، وما يتصل بها من مشاكل على الحدود اللبنانية الجنوبية، والاجوبة والتعديلات التي تلقاها عليها من المسؤولين اللبنانيين وحزب الله، بخصوص الاتفاق المقترح، طي الكتمان وبعيدة عن التداول، بالرغم من اعلانه ان نجاح صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل، سيؤدي الى حل ديبلوماسي للمواجهات العسكرية الجارية بين الحزب وإسرائيل جنوبا، ما يعني ان باب التفاوض مايزال قائما، ولم يغلقه اغتيال هنية وشكر، والتصعيد السياسي الذي اعقب جريمتي الاغتيال.
نقل المستشار الرئاسي الاميركي في زيارته للبنان، قلق الادارة الاميركية من التصعيد الجاري على خلفية اغتيال هنية وشكر، ونصائح اميركية، بوجوب التنبه وعدم انجرار الحزب الى ردات فعل غير محسوبة، وبشكل غير مباشر، لتفادي اعطاء اي مبرر لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وقادة جيشه، لتنفيذ تهديداتهم المتواصلة للقيام بعملية عسكرية إسرائيلية، لتغيير الواقع العسكري السائد في الجنوب، وفي المقابل تناول الملاحظات والتعديلات التي طلبها لبنان والحزب على اقتراحات حل مشكلة الجنوب، ونقلها الى كبار المسؤولين الاميركيين في طريق العودة إلى بلاده.
هل نجح هوكشتاين في مهمة نزع فتيل ردود فعل ايران وحزب الله على اغتيال هنية وشكر، ومنع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من تنفيذ تهديداته المتكررة، باجتياح عسكري للجنوب؟ وهو ما تجيب عليه الأيام المقبلة؟