كتبت لورا يمين في “المركزية”:
ملامح متناقضة تطبع الموقف الايراني من التطورات العسكرية في المنطقة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.. فإيران رفضت مناشدات من بريطانيا ودول غربية أخرى بالامتناع عن مهاجمة إسرائيل، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي.
وفي خضم موجة من الجهود الدبلوماسية الدولية لتهدئة التوترات، حث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان على “التراجع عن تهديدات بلاده المستمرة بهجوم عسكري”، وذلك في محادثة هاتفية نادرة بينهما يوم الإثنين. لكن بيزشكيان قال إن الرد “وسيلة لوقف الجريمة” و”حق قانوني” لإيران، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” أن بيزشكيان أبلغ السير كير أن دعم الدول الغربية لإسرائيل شجعها على “مواصلة الفظائع” وهدد السلام والأمن”. وأوضح أن من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن الحرب في أي جزء من العالم ليست في مصلحة أي دولة، مؤكدا أن الرد العقابي على المعتدي هو حق قانوني للدول، ووسيلة لوقف الجريمة والعدوان”، حسبما نقلت وكالة إيرنا. ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية، ايضا، دعوة لندن وباريس وبرلين إلى ضبط النفس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني “إن مثل هذه المطالب خالية من المنطق السياسي، وتتناقض تماما مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، ومفرطة”.
طهران ترفع السقف اذا وتتمسك بالرد على عملية اغتيال هنية في الجمهورية الاسلامية، غير انها في الوقت ذاته، تطرح سيناريوهات قد تثنيها عن هذا الرد. فقد قال 3 من كبار المسؤولين الإيرانيين منذ ايام، إن السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ رد إيران المباشر هو التوصل في المحادثات المأمولة هذا الأسبوع (تعقد اليوم في الدوحة) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، برزت معلومات صحافية، عن أن ايران تدرس امكانية إرسال وفد الى قطر، للمشاركة، كمراقب، في المحادثات التي ستحتضنها العاصمة القطرية. واذا حصل ذلك، وشاركت طهران في المفاوضات المرتقبة، فإن ذلك يعكس، بحسب المصادر، رغبة لديها بإنجاح مساعي التوصل الى اتفاق يوقف الحرب، وتاليا، يُعفيها من الرد على اغتيال هنية وضرب اسرائيل.
الرد اذا غير محسوم، ويمكن لايران بسهولة التراجع عنه، وهي تفضّل هذا السيناريو على اي حال، تقول المصادر، وقد اصبح ذلك واضحا ويتأكد اكثر كلّما تمهّلت طهران في الرد. لكن هل ستعمل “فعلا” لتسهيل الاتفاق وانجاح المفاوضات؟ وهل ستتدخّل لدى حماس لتليين مواقفها؟ الأجوبة لن تتاخر، تختم المصادر.