IMLebanon

لا تخافوا.. جدري القردة لم يصل إلى لبنان!

تحقيق ماريا خيامي:

عاد الخوف من انتشار فيروس “جدري القردة”، بعد 66 عامًا على ظهوره لأول مرة، وسط تخوفٍ من تحوّله إلى جائحةٍ عالميةٍ جديدة، تهدّد الأمن الصحي العالمي.

ونظراً لتطور المرض وانتشاره بسرعة كبيرة، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي، ما وضع لبنان أمام تحدٍ صحي جديد، وسط السباق مع الوقت لمواجهة تداعيات المرض في حال تفشيه.

وحذّر العديد من الأطباء من هذا الفيروس، نظراً إلى أن هناك جالية لبنانية كبيرة في إفريقيا حيث انتشر الوباء وأدى الى وفاة المئات، مما قد يسهم في نقل العدوى الى لبنان وانتشار الفيروس مع قدومهم الى لبنان خلال عطلة الصيف.

ما هو جدري القردة؟

يوضح طبيب الصحة العامة هادي عسيلي في حديث لموقع IMLebanon أن “جدري القردة هو مرض يسببه فيروس حيواني المصدر، مما يعني أنه يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر، كما أنه ينتشر أيضًا بين الأشخاص.”

وأضاف: “لا ينتشر جدري القردة، الذي يصيب معظم الفئات العمرية، بسهولة بين الناس ويتعافى معظم الناس، إذ، في معظم الحالات، تختفي أعراض المرض من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ولكن عند بعض الأفراد، يمكن أن تؤدي الأعراض إلى مضاعفات طبية.”

وأوضح عسيلي أن “فترة حضانة الفيروس تتراوح عادة من 5 إلى 21 يوما، أما أعراضه فتشبه أعراض الجدري (حمى وصداع وآلام العضلات) خلال الأيام الأولى، إضافة إلى ارتفاع الحرارة وآلام في العضلات وطفح جلدي وبثور.”

كيف ينتقل الفيروس؟

عادةً ما تتراوح الفترة الفاصلة بين الإصابة وظهور الأعراض من 5 إلى 21 يوماً، بينما يمكن أن تستمر أعراض المرض من 2 إلى 4 أسابيع.

وينتقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية من خلال التلامس المباشر مع الدم وسوائل الجسم والآفات الجلدية أو المخاطية للحيوان المصاب أو تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل كافي من حيوان مصاب.

ويمكن الإصابة بجدري القردة من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، كالطفح الجلدي وسوائل الجسم (مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية).

كما ينتقل من الامرأة الحامل إلى الجنين من المشيمة، أو من والد مصاب إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد.

ما هو العلاج؟

وأردف الدكتور عسيلي أنه “غالبًا ما تُشفى أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها من دون الحاجة إلى العلاج، كما تختفي الأعراض خلال 2-4 أسابيع، ولكن من المهم العناية بالطفح الجلدي عن طريق تركه للجف إذا أمكن أو تغطيته بضمادة رطبة لحماية المنطقة إذا لزم الأمر.”

كما أشار إلى أنه “يمكن السيطرة على تفشي المرض عن طريق منع العدوى، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي اللقاحات.”

وتمنى على المقيمين اتباع الارشادات التالية للوقاية من جدري القردة، أهمها: تجنب الاتصال بالأشخاص الذين تشتبه بإصابتهم بجدري القردة، تجنب ملامسة الحيوانات المصابة سواء كانت حية أو ميتة، إضافة إلى عدم تناول لحومها حتى ولو كانت مطبوخة، تنظيف اليدين بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين، تجنب ملامسة ملابس الشخص المصاب وغطاءات السرير والمناشف والأشياء أو الأسطح الأخرى التي لامسها، ارتداء الكمامة، طهي اللحوم بشكل صحيح وكاف قبل الأكل.

هل من إصابات في لبنان حتى الآن؟

أكد عضو لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عبد الرحمن البزري أنه لا يوجد حالات مسجلة لجدري القردة في لبنان في الوقت الحالي، وطمأن أنه يوم الاثنين سيكون هناك اجتماع صحي لبحث ومناقشة إمكانية وصول الفيروس، والتحقيق في أي حالات مسجلة والتأكيد عليها، إضافة إلى مناقشة سبل منع تفشيه في لبنان.

كما طمأن البزري أن الحالات التي يُحكى عنها، وهي إصابة 30 شخصا في لبنان بجدري القردة، هي قديمة وتعود إلى العام 2022، وبالتالي لا يوجد إصابات حالياً في لبنان.

وبشأن الوافدين إلى لبنان، أكد البزري أن العوارض قد لا تكون ظاهرة عليهم بشكل واضح لأنّهم قد يكونون في فترة الحضانة الأولية.

أما عن اللقاح، فأوضح البزري أنه لا يوجد علاج لجدري القردة، وعلى الطبيب فقط أن يقوم بعلاج العوارض التي ذكرناها سابقاً، مؤكداً إمكانية حصره، ومشددا على ضرورة تنبّه الأطباء إلى إمكانية وصول المرض إلى لبنان، وذلك لحصره، من خلال معالجة العوارض لدى المريض إضافة إلى حجره إلى أن يشفى تماماً.

وختم البزري لافتا إلى أن الموجة الجديدة من الفيروس تسبب الموت بنسبة 10%، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنوع السابق والموجة السابقة من نفس الفيروس، داعياً الجميع إلى التنبّه والتيقّظ منعاً لانتشار المرض في لبنان.

ويبقى أن ننتظر ونأمل ألا يصل الفيروس وينتشر في لبنان، خصوصا وسط الحرب التي يمر بها لبنان والمنطقة في ظل عجز الدولة اللبنانية على تحمل تداعيات انتشار الفيروس من خطط وقائية واحتوائية وتكاليف تزامنا مع الحرب القائمة وضحاياها. فهل تستبق الدولة هذا السيناريو الصحب الكارثي لمنع وصول المرض من خلال الوافدين؟