IMLebanon

جعجع يهاجم الحكومة بكلام هادئ وميقاتي يرد

كتب أحمد عز الدين وبولين فاضل في “الانباء الكويتية”:

استأثر القرار 1701، وتطبيقه كاملا، بحيز كبير من النقاش مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه ثم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وقبلهما الموفد الأميركي أموس هوكشتاين.

وتقاطع الموقفان الأميركي والفرنسي على ضرورة اعتبار تنفيذ القرار الدولي الصادر بعد حرب عام 2006، الخيار الافضل في هذه المرحلة لعودة الهدوء الى جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، وتأجيل البحث بأي اتفاق جديد لما بعد انتخاب رئيس الجمهورية.

وأكد مصدر مطلع لـ «الأنباء» ان «اي اتفاق جديد لترتيب الوضع لن يكون قابلا للتنفيذ من دون وجود رئيس للجمهورية، الذي يعود له ومن مسؤولياته حصرا توقيع الاتفاقات ذات الطابع الدولي.

وفي هذا الاطار جرى نقاش واسع على ضرورة البدء في الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي في اليوم التالي لوقف اطلاق النار في ظل الاصرار الدولي على وقف النار، الذي يمثل الفرصة الأخيرة لوقف الحرب التي طالت أكثر مما يجب، وتجنيب المنطقة بالتالي حربا واسعة».
وأضاف المصدر: «جرى التشديد على تجنب التصعيد في لبنان لأنه لن يكون في مصلحة أحد، وانه من الضرورة التحلي بضبط النفس في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة».

وقال: «ركز الوزير الفرنسي في محادثاته على ضرورة التجديد للقوات الدولية في موعدها نهاية هذا الشهر، من دون اي تغيير وفقا للاقتراح الفرنسي الذي تقدمت به باريس على اعتبار ان هذه القوات تشكل ضمانة، وهي ساهمت رغم الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر، في الحفاظ على الحد الأدنى من الانضباط وعدم التوجه الى تصعيد أوسع من خلال قواعد الاشتباك التي أبقت المواجهات على الحدود ضمن النطاق العسكري، وأمنت حماية المدنيين من الاستهداف بالحد الأدنى، على رغم سقوط مدنيين خلال المواجهات او الغارات التي استهدفت مسؤولين في حزب الله».

وعلى خط مساعي التهدئة وتحريك عجلة الحركة السياسية جاءت زيارة وزير خارجية المصري الجمعة، والذي تعمد لقاء شرائح واسعة من القيادات اللبنانية، لشرح دقة المرحلة، والدعوة الى انجاز العالق من الملفات الداخلية، وفي طليعتها الاستحقاق الرئاسي.

رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي أعقاب محادثات مع الوزير المصري والوفد المرافق بحضور سفير مصر لدى لبنان، أكد «التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصر باعتبار أن الجذر الحقيقي للصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة».

واعتبر بري أن «نجاح الجهود التي تبذل في العاصمة القطرية الدوحة لوقف اطلاق النار هي المدخل الأساس لعودة الاستقرار والحلول في المنطقة».

بدوره قال الوزير المصري انه «ينقل رسالة واضحة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للتأكيد على وقوفنا الى جانب لبنان وعلى أهمية وقف التصعيد وعدم جر المنطقة الى أتون حرب اقليمية شاملة»، وقال ان «مصر تبذل كل جهد ممكن لوقف هذا التصعيد والعمل قدر الامكان وبأسرع وقت ممكن للوصول الى وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة ووقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة».

وأضاف: «أكدت للرئيس بري ادانة مصر لكافة السياسات الاستفزازية بما في ذلك انتهاك سيادة لبنان، وأن اي انتهاك لهذه السيادة هو أمر مدان والعدوان على الضاحية الجنوبية مرفوض وأدناه سابقا بشدة وكذلك سياسة الاغتيالات مرفوضة تماما».

كما كانت للوزير المصري محطة في السرايا الحكومية، حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال إن «لبنان يجدد التزام تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 بالكامل، والمطلوب الضغط على اسرائيل لتطبيق القرار ووقف عدوانها على لبنان».
بدوره، أكد عبد العاطي أن زيارته للبنان هي «رسالة دعم قوية»، ومشيرا إلى استمرار الجهود لإيقاف إطلاق النار في غزة «لسحب فتيل التوترات».

وفي موقف اعتراضي اتسم بالهدوء والتأكيد على عدم الخصومة مع الحكومة اللبنانية الحالية وعدم النكايات مع أحد، اتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع الحكومة «بالخيانة العظمى بعدم تحملها المسؤولية عن الشعب اللبناني واكتفائها بأن تكون الصدى لما يفعله حزب الله».

جعجع وخلال مؤتمر صحافي عقده في مقره في معراب بكسروان، قال ان «ما يفعله حزب الله على الحدود ما عادت تصح عليه اليوم تسمية جبهة الاشغال والمساندة، لأن الحرب العسكرية الفعلية في غزة انتهت، وبالتالي ما يفعله الحزب هو مساندة استراتيجية لايران في المنطقة».

وأضاف جعجع: «لا يحق لحزب الله أن يتصرف بمصير كل الشعب اللبناني.. وعلى الحكومة أن تستدعي بنفسها الموفد الأميركي أموس هوكشتاين لا أن يأخذ جوابه من حزب الله، وعليها أن تناقش مقترحه وتأخذ موقفا من منطلق المصلحة اللبنانية لأنها ليست ملحقة بسياسة حزب الله وايران ولا بسياسة فرنسا والولايات المتحدة.. ووزير الخارجية يجب أن يكون وزير خارجية لبنان لا وزير خارجية غزة».

جعجع قال إن «القوات اللبنانية» لا تشارك في الحرب النفسية خلافا لما يقوله «حزب الله»، مستخدما تعبير «أصدقاؤنا في حزب الله» ما استوقف بعض الصحافيين الحاضرين، وتابع ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «غلطان، نحن أولاد البلد ومن حقنا ابداء الرأي بمصير لبنان». ورأى أن «الاسرائيليين يريدون الحرب، والآتي قد يكون اعظم، فهل نستدرجهم للحرب أكثر فأكثر؟»، وعن خشيته من ارتداد لحزب الله على الداخل على غرار ما حصل في 7 مايو 2008 (صدام بين حزب الله وتيار المستقبل)، قال: «ليس لدي تخوف، ولا مؤشرات الى ارتداده على الداخل».

وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي المؤجل، وردا على سؤال لـ «الأنباء»، قال رئيس «القوات» ان «هناك 30 الى 40 نائبا في الوسط لا يأخذون موقفا واضحا كي لا يزعل هذا الطرف أو ذاك، ولو التقى 65 نائبا ووقعوا على عريضة تطالب الرئيس نبيه بري بعقد جلسة لانتخاب رئيس، لانعقدت الجلسة».

وفي موضوع السوريين في لبنان، أعاد جعجع التأكيد على ضرورة اعتماد تسمية الوجود السوري غير الشرعي لا النازحين أو اللاجئين، مطالبا الحكومة اللبنانية بقرار سيادي بتوصيف السوريين بحيث تتخذ اجراءات الترحيل أو تسوية أوضاع من هم غير شرعيين. وسأل: «من شو خايفة؟ لست أفهم؟».

وختم جعجع بالقول انه ليس متشائما عملا بمقولة «اشتدي أزمة تنفرجي» ولأنه في النهاية لا يصح الا الصحيح.

وصدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة بيانا تضمن ردا على كلام جعجع، قال فيه إن رئيس «حزب القوات اللبنانية» أطلق سلسلة مواقف وصلت إلى حد اتهام الحكومة بارتكاب «الخيانة العظمى فيما يحدث في الجنوب».

وقال البيان: اذا كان من حق د.جعجع وسواه اطلاق الموقف الذي يريده والقيام بالدور المعارض، فهذا لا يعني على الاطلاق القبول بإطلاقه احكاما باطلة واستخدام تعابير ربما سقط عن «الحكيم» معناها القانوني والدستوري الحقيقي، خصوصا انه على علم بالكثير من المعطيات ومنها ما هو ناتج عن تراكمات سابقة ليست الحكومة الحالية مسؤولة عنها.

واعتبر انه «اذا كان ما يعتبره د.جعجع حلا وسهل التطبيق بعيدا عن المواقف الاعلامية، فليصارح الناس لماذا لم يتم تنفيذ ما قاله وحل القضايا العالقة منذ سنوات؟».

وأضاف البيان: ان التنظير عن بعد ومن علو، رغم معرفة الظروف الدقيقة التي تعمل فيها الحكومة والمعطيات غير الخافية على احد، هو قمة الافتراء والتجني.

ودعا «جميع القيادات السياسية، موالين ومعارضين، التعاون والتعاضد لتمرير المرحلة الصعبة، بدل تكرار المواقف والاتهامات التي لا فائدة منها سوى زيادة الشرخ بين اللبنانيين وتعميق الخلافات من دون الوصول إلى حل».

وفي اطار الحرب النفسية الاسرائيلية، حلقت مسيرات ليل أمس الاول فوق عدد من البلدات الجنوبية البعيدة عن الحدود، وأطلقت نداءات عبر مكبرات الصوت تدعو الى عدم التعاون مع «حزب الله».

في المقابل، نشر الاعلام الحربي التابع لحزب الله شريط ڤيديو تحت عنوان «جبالنا خزائننا» يظهر المنشأة «عماد 4»، وهي منشأة في عمق الأرض تبين القدرات الصاروخية للحزب والمحاطة بحصانة وسرية في المكان لتجنب القدرات الاستعلامية لدى اسرائيل.

وعلقت السفارة الايرانية في بيروت على الڤيديو بالقول انه «في اللغة الفارسية، تسمى هذه المنشآت بالمدن الصاروخية، وهي موجودة في كل ايران، واذا لزم الأمر، يمكن مهاجمة العدو من أي نقطة فيها». أما صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، فاعتبرت أن حزب الله كشف لأول مرة عن مدينته تحت الأرض، عبارة عن شاحنات جاهزة لاطلاق الصواريخ.

أما في الميدانيات، فقد افتتح يوم أمس بسلسلة غارات اسرائيلية، الى قصف مدفعي لبلدات حدودية. وسقط قتيل في غارة على بلدة عيترون. فيما كان لبلدة كفركلا نصيبها من الغارات. وكان القصف المدفعي الاسرائيلي استهدف فجرا أطراف بلدات رامية وبيت ليف والقوزح، وقبلها جبل اللبونة وأطراف بلدة الناقورة، على وقع هدير طائرات الاستطلاع التي حلقت طوال الليل فوق القطاعين الغربي والأوسط.