IMLebanon

احتمال رد مفاجئ من “الحزب” بعيدًا عن نتائج المفاوضات

جاء في “الأنباء”:

توقع مصدر متابع، لـ «الأنباء»، أن تكون «الأيام المقبلة محفوفة بالمخاطر، وسط احتمال أن يفاجئ حزب الله الجميع برد دون انتظار نتائج المفاوضات الخاصة بوقف النار في غزة كما يتوقع كثيرون».

وإذا كان المعلن أن الرد لن يطول المدنيين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعطل كل المساعي الدولية للحل، وسط توقع أن يلجأ إلى انتهاز الفرصة بشن هجمات تفتح الباب أمام مواجهات غير محسوبة.

وإزاء ذلك، يسود قلق واسع الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية بسبب عدم الحسم في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على رغم الأجواء الإيجابية التي تحدث عنها الوسطاء ترقبا للاجتماع المقبل الذي يعتقد أن يكون حاسما، ويشكل فرصة أخيرة للوصول إلى هدنة ثابتة، او الذهاب إلى الانفجار.

توازيا، يتوقف المراقبون عند التصعيد الذي تحاول القوات الإسرائيلية من خلاله جر لبنان إلى مواجهة كبرى، عبر توسيع تدريجي للغارات وعمليات القصف، وسط تأكيد من «حزب الله» على ان الرد سيأتي في الوقت المناسب، وفي نفس الوقت سيتم التعامل مع كثافة الغارات بمزيد من الصواريخ وباستهداف مستوطنات جديدة.

سياسيا، تعمق الانقسام الواسع حول «جبهة الإسناد» لغزة التي أعلنها ومضى بها «حزب الله» اعتبارا من الثامن من تشرين الاول الماضي، وتحول مادة سجال أضيفت إلى الملفات العالقة في البلاد الغارقة في أزمات مستفحلة منذ نهاية 2019، تاريخ الانهيارين المالي والمصرفي.

ملف أزمة «جديد/ قديم» حول دخول لبنان في العتمة الكلية على صعيد الكهرباء التي تؤمنها الدولة اللبنانية، نتيجة فقدان مادة «الفيول» وتوقف معامل إنتاج الطاقة عن العمل، وما استتبع ذلك من فتح الباب أمام تبادل الاتهامات عن المسؤولية، وعدم القيام بأي مسعى لمعالجة الأزمة في وقت يسجل غياب المسؤولين عن مؤسسة الكهرباء بين من يقضي إجازة خارج البلاد، وآخر يتمارض، ما يحول دون عقد اجتماع للقيمين للبحث في حل – مؤقت كالعادة – للأزمة.

وتبقى الكلمة لـ «كهرباء المولدات» التي باتت المصدر الرسمي لتوفير الطاقة الكهربائية في البلاد في كافة قطاعاتها.

في المواقف، جدد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد الأسبوعية من المقر الصيفي للبطريركية بالديمان في شمال لبنان، انتقاد «جبهة الإسناد» التي فتحها «حزب الله». وطالب الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية. ورفع السقف مشيرا إلى ان المجلس النيابي «فاقد لصلاحية التشريع، ومجلس الوزراء فاقد العديد من صلاحياته الدستورية».

وتمنى الراعي شفاء المصابين في مرجعيون والقليعة جنوب لبنان، الذين أصيبوا أثناء استهداف طائرة إسرائيلية. وطالب بـ«إحلال سلام عادل وشامل في المنطقة».

وتابع الراعي: «لقد كتبوا إلينا من الجنوب يشرحون لنا أوضاعهم الكارثية بعد مرور أحد عشر شهرا لحرب غيرت مجرى حياتهم إلى الأسوأ، وهي تستبيح قراهم، وتريق دماءهم، وتقتل أبسط حقوقهم وآمالهم بأن يعيشوا بسلام وأمان».

وقال «إزاء هذا النفق الأسود والأفق المسدود للحلول الإيجابية، نجد أهالي بلداتنا منقسمين إلى فئتين مغبونتين: الأولى، فئة اضطرت إلى النزوح قسرا، بحثا عن الأمن والأمان وتعليم أولادهم في مناطق أخرى من لبنان. وحيا كل من يقف إلى جانبهم، أكانوا أفرادا أو مؤسسات. والثانية، هي فئة الأهل الذين صمدوا في بيوتهم وقراهم للحفاظ على أرزاقهم، وتثبيت عنوان الانتماء إلى الأرض فعلا. هذه الفئة تتحدى في كل يوم وفي كل لحظة الأوضاع المزرية على مختلف المستويات الصحية والتربوية التعليمية والخدماتية والمعيشية الاقتصادية والأمنية والنفسية».

وأضاف البطريرك: «في خضم ما يعيشه لبنان من مآس، وفي هذا الوقت الذي تجري فيه المحادثات بشأن مستقبل لبنان والمنطقة، تبقى الحاجة الملحة إلى انتخاب رئيس للجمهورية لكي يقود المحادثات الجارية، ولكي تستقيم المؤسسات الدستورية. وعبثا يحاولون إقناعنا بأن الدولة اللبنانية تسير من دون رئيس لها، فيما الواقع المر إنما هو انحلال الدولة وتفكيك أوصالها».

ميدانيا، والى جانب الاستهدافات التي تقوم بها الطائرات الإسرائيلية لمسؤولين ميدانيين في «الحزب»، فقد وسعت إسرائيل من غاراتها التدميرية للمنازل الخالية على طول البلدات الحدودية، وكذلك إشعال الحرائق في أحراج الصنوبر وحقول الزيتون، في وضع يذكر بما حصل في حرب عام 2006، يوم عملت إسرائيل في الأسبوع الأخير لتلك الحرب على تدمير أكثر مما أحدثته من دمار في الأسابيع الأربعة الأولى، سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت او البلدات الحدودية التي حولت أحياء كثيرة منها إلى كتل من الركام.

وقبل ظهر أمس، استهدفت «مسيرة» إسرائيلية دراجة نارية في محلة جنعم في خراج بلدة شبعا قضاء حاصبيا، ما أسفر عن سقوط ضحية. وكان «حزب الله» أعلن صباح أمس استهداف موقع المرج بالأسلحة الصاروخية.

وأعلنت القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» في بيان أمس إصابة «ثلاثة جنود من قوات حفظ السلام تابعين (لها) كانوا في دورية بجروح طفيفة عندما وقع انفجار بالقرب من آليتهم التي تحمل علامة الأمم المتحدة بوضوح في محيط يارين، في جنوب لبنان». وأضاف البيان أن «جميع جنود حفظ السلام الذين كانوا في الدورية عادوا بسلام إلى قاعدتهم، ونحن نحقق في الحادث».