كتب أنطوان صعب في “اللواء”:
يبدو أن رد حزب الله وشيكاً، ربما في ساعات أو أيام، وخصوصاً أن العمليات العسكرية الأخيرة لحزب الله داخل الكيان الإسرائيلي، جاءت من خلال الفيديوهات التي تم تصويرها من خلال «هدهد ثلاثة»، وبالتالي بنك الأهداف بدأ يطبق من قبل الحزب الواحدة تلو الأخرى، أما متى الضربة الكبيرة؟
فثمة من يشير إلى أنها نوعية وستكون معقّدة وصعبة، دون الإفصاح عنها، فذلك يعود إلى الحزب، لكن الخشية أن يكون الردّ من الجيش الاسرائيلي متجاوزاً كل قواعد الاشتباك، أي في العمق اللبناني، دون تحديد المنشآت المدنية والحيوية، أي أن البلد سيكون تحت رحمة الطيران الإسرائيلي، والحرب ستندلع، خصوصاً أن الساعات الماضية أكدت فشل المفاوضات في الدوحة، بانتظار نتائج زيارة وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن للمنطقة وتحديداً للأراضي المحتلّة، فإذا حاول إقناع رئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو بالتراجع عن الشروط التي وضعها، والتي أدّت إلى فشل المفاوضات، عندها يمكن إعادة تحريكها والوصول إلى هدنة تنسحب على الجنوب، لكن في المقابل ينقل عن كبار المسؤولين في المقاومة، بأنه لو حصلت هدنة في غزة، فقواعد الإشتباك ستتوقف، لكن الرد من قبل حزب الله على إسرائيل بعد اغتيال أبرز قياديه فؤاد شكر، قائم وسيكون في وقت ليس ببعيد، دون تحديد المواقيت ونوعية الرد وكيفيته، إنما الأمور ذاهبة إلى الانتقام من اسرائيل بشكل لافت وكبير، وستكون عملية نوعية على كل المستويات، ما يعني أن لبنان وفق المتابعين والمواكبين، دخل في المحظور، وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة نتيجة التواصل بين الجهات الدولية والإقليمية، حيث علم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري المفوض من حزب الله بالمفاوضات مع الموفدين الدوليين، وفي طليعتهم الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، هو في أجواء رد حزب الله وقد قال هذا الكلام للموفد الأميركي، الذي بدوره يدرك أن الحزب لا يمكنه إلّا أن يرد.
والسؤال هل يردّ تحت السّقف أم تخرج الأمور عن مسارها وعن قواعد الإشتباك؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة على ضوء الاتصالات الجارية بانتظار جولة بلينكن في المنطقة، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه على صعيد مفاوضات الدوحة التي يعوّل عليها كثيراً.