IMLebanon

البقاع في مرمى النيران.. وإسرائيل تريد التفاوض بطريقتها

جاء في “الأنباء” الكويتية:

تشهد الساحة اللبنانية تصاعدا ملحوظا في حدة التوترات مع إسرائيل، إذ وسعت الأخيرة نطاق ضرباتها الجوية لتشمل مناطق في البقاع وتحديدا في السلسلة الشرقية، بعد أن كانت تركز هجماتها سابقا على الجنوب اللبناني.

هذا التطور العسكري يحمل في طياته عدة أبعاد تتعلق بالأوضاع الإقليمية والتوترات المستمرة بين الطرفين.

وقال مصدر أمني لبناني غير رسمي لـ «الأنباء»: «لطالما كانت إسرائيل تنفذ غارات جوية على أهداف في جنوب لبنان، خاصة في المناطق الحدودية، بذريعة استهداف مواقع عسكرية ل‍حزب الله. ولكن مع امتداد هذه الغارات لتصل إلى البقاع، يبدو أن هناك تغيير في الاستراتيجية الإسرائيلية يستدعي التوقف عنده».

وأضاف المصدر: «يمكن تفسير توسيع نطاق الضربات الجوية وصولا إلى البقاع بعدة عوامل. أولا، قد تكون إسرائيل تسعى إلى استهداف مواقع جديدة لحزب الله خارج الجنوب، في محاولة لتقويض أي تهديد محتمل من تلك المناطق. ثانيا، يمكن أن يكون هذا التصعيد رسالة قوية إلى لبنان والجهات الدولية بأن إسرائيل لن تتوانى عن استخدام القوة في أي جزء من الأراضي اللبنانية إذا ما شعرت بتهديدات أمنية.

ثالثا، كون إسرائيل تعتبر ان المخزون الأساسي من سلاح الصواريخ لاسيما الدقيقة منها موجود في هذه المنطقة».

وأوضح المصدر انه «من المتوقع أن يؤدي هذا التوسع في الضربات إلى تصعيد جديد في التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ما قد يجر لبنان إلى مواجهة جديدة قد تكون لها تداعيات خطيرة على استقراره الداخلي. كما أن هذا التصعيد قد يدفع أطرافا إقليمية أخرى إلى التدخل، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة. وعلى ما يبدو فإن إسرائيل تريد ان تفاوض بالنار حول اليوم التالي للحرب ان في قطاع غزة او في جنوب لبنان».

ورأى المصدر انه «على الرغم من أن لبنان يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، إلا أن هذا التصعيد الإسرائيلي يجب ان يوحد الصف الداخلي بشكل مؤقت ضد التهديدات الإسرائيلية. ومن جهة أخرى، قد تزداد الضغوط الدولية على الأطراف المعنية للتهدئة ومنع انفجار الوضع في لبنان، وقد نشهد حركة موفدين جديدة باتجاه بيروت».

وأكد المصدر انه «في ظل هذه الظروف، يبقى الوضع في لبنان معقدا وحساسا، حيث تتداخل فيه العوامل المحلية مع الإقليمية والدولية. وإن توسيع إسرائيل لضرباتها على البقاع يضع لبنان أمام تحد جديد يستدعي موقفا حازما وديبلوماسيا من جميع الأطراف المعنية لمنع تدهور الأوضاع نحو مواجهة شاملة، خصوصا وان إسرائيل تصعد من ضرباتها استباقا للرد المحتمل من قبل حزب الله على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر، وتحاول رسم صورة لواقع ميداني ليس فيه من منطقة آمنة في لبنان».