IMLebanon

شعار “اللا حرب واللا سلم” يتقدم في الميدان

جاء في “الأنباء” الكويتية:

تأجيل اجتماع «الفرصة الأخيرة» لوقف النار في غزة زاد من حال التشاؤم في بيروت، والخشية من تصعيد جراء ارتفاع وتيرة العمليات الحربية الإسرائيلية بين الجنوب والبقاع، بغارات جوية ليلية مكثفة قرب أمكنة سكنية مأهولة.

وقال مصـــــدر متابــع لـ «الأنباء» ان «الوضع الميداني على الحدود اللبنانية مرشح للاستمرار على ما هو عليه بين كر وفر في الميدان. تصعيد يعقبه تراجع في العمليات، إذ لا نية لأحد لتسهيل فرص الحل. وكل الأطراف عاجزة عن تحقيق نصر ناجز، وفي الوقت عينه لا تستطيع ان تقدم أي تنازلات».

وأضاف المصدر: «هناك من يرى انه إذا كانت المعارك استمرت أكثر من 10 أشهر من دون حصول أي تغيير في موازين السياسة الإقليمية، فيمكن بالتالي إبقاء الوضع لشهر أو أشهر إضافية، إلى ان يصبح أحد الأفرقاء قادرا على فرض حل. توازيا يلجأ حزب الله في إطار الحرب النفسية إلى الإيحاء بأن الرد حاصل خلال ساعات، ليعود ويقول ان هذا الرد يمكن ان ينتظر وسيحصل في نهاية المطاف».

ورأى المصدر ان شعار «اللا حرب واللا سلم»، قد يكون هو عنوان الأسابيع المقبلة، بحيث يحاول كل فريق الحفاظ على عدم تجاوز المواجهات للسقوف التي يمكن ان تجر الطرفين إلى مواجهة أوسع».

وتابع: «حزب الله التزم الاستمرار في الإسناد لحرب غزة، في وقت تبدو الأمور غير مرشحة للحلحلة مع إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التمسك بشروطه التي لا تقبل بها حركة حماس، ويضع شروطا إضافية لتعطيل فرص الحل».

وقال مصدر مقرب من «الحزب»: «لا تراجع عن حرب الإسناد، والتضحيات التي نقدمها تؤسس لوضع أفضل مستقبلا على صعيد المنطقة، وتمنع إسرائيل من محاولة فرض أجندتها على الجميع، وأن أي تراجع أمام حكومة نتنياهو يدفعها إلى المزيد من التصعيد والتعنت».

وأضاف المصدر ان الحزب يستمر في التعامل مع إسرائيل وفقا لمعطيات الميدان، تاركا للموقف الرسمي التعامل مع كل الاتصالات والمساعي الديبلوماسية عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة، من دون التوقف عند كل الأصوات الرافضة، طالما ان المواجهات مستمرة ولم يتم التوصل إلى تسوية مقبولة تنهي هذه الحرب.

في الملف الرئاسي المتعثر إنجازه من 31 تشرين الاول 2022، تاريخ نهاية ولاية الرئيس السابق العماد ميشال عون، سجل تحرك ميداني لافت لرئيس «مشروع وطن الإنسان»، النائب عن دائرة كسروان – جبيل، نعمة جورج افرام، الذي أراد توجيه رسالة مفادها أنه يحظى بمظلة مسيحية واسعة من النواب المؤيدين، إلى حيازته رضا البطريركية المارونية، وفي وقت سابق الفاتيكان، قبل خروج اسمه من لائحة عرضها أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، في زيارته الأخيرة إلى لبنان.

تحرك افرام بين الديمان حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ومعراب بضيافة رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع، إلى حيازته دعم «الكتائب» وقد خاضت معه الانتخابات بمرشح على لائحته تمكن من الوصول إلى المجلس النيابي، هو النائب سليم الصايغ. وفي اللقلوق بجرد جبيل، حيث التقى على هامش مأدبة غداء الوزير السابق ابن مدينة جبيل جان – لوي لويس قرداحي، المرشح بدوره وبقوة كأحد مرشحي الخيار الثالث، والذي لا يجابه باعتراض من الثنائي، خلافا لإفرام الذي يقتصر تواصله على الرئيس نبيه بري، أما بالنسبة إلى العلاقة مع «حزب الله»، فقد حصرها افرام بلقاءات داخل المجلس النيابي مع نواب في كتلة «الوفاء والمقاومة».

في الميدان، نشهد تصعيدا متبادلا بين قصف من الطيران الحربي والمسير الإسرائيلي أوقع أربعة قتلى في بلدة الضهيرة الحدودية في عملية نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورا قبل تنفيذها وخلالها. وقد نعاهم «حزب الله» في بيان صباح أمس.

وتكثفت الغارات خلال نصف ساعة بين طيران حربي ومسير، وأعلن «حزب الله» استهداف طائرة حربية بصاروخ أرض – جو من قبل «وحدة الدفاع الجوي» لديه، و«إجبارها على مغادرة الأجواء اللبنانية».

واستهدفت بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل بـ 3 غارات تواليا. وبعد منتصف ليل أمس الأول بقليل، استهدفت بلدات النبي شيت حيث سقط 4 قتلى وعدة جرحى وشمسطار وبوداي في البقاع بـ 3 غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي.

وقالت وزارة الصحة في بيان إن غارة إسرائيلية على منطقة وادي حامول أدت «إلى إصابة شخص بجروح. وعندما تقدم 3 مسعفين من الدفاع المدني التابعين للهيئة الصحية الإسلامية لنجدته، عمد جيش الاحتلال إلى استهدافهم ما أدى إلى إصابة الـ 3 بجروح متوسطة والحاق الضرر الكبير بسيارة الإسعاف التي كانوا على متنها. وقد استدعت جروح الـ 4 إدخالهم إلى المستشفى للعلاج».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأنه تم التأكد من ان الشخصية التي استشهدت في غارة من مسيرة على سيارته في محلة الفيلات بصيدا ظهر أمس، هي خليل المقدح من كتائب شهداء الأقصى وهو شقيق اللواء منير المقدح. وقالت إسرائيل إنها استهدفت المقدح لارتباطه بالحرس الثوري الإيراني وقيادته هجمات في الضفة الغربية، بينما اعتبر مسؤول في حركة فتح أن العملية «دليل على رغبة إسرائيل بإشعال المنطقة».

بدوره، أعلن «حزب الله» قصف محيط ثكنة زرعيت. وشن هجوما جويا بأسراب من المسيرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، مستهدفا مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها.