كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
وقعت كتلة تجدّد منذ ايام على اقتراح قانون المحامي مجد حرب حول تشغيل مطار القليعات. وبعد التوقيع، أشار المحامي حرب إلى أن استحداث مطارات أخرى في لبنان بدأ، لافتا إلى أن النواب أمام اختبار جدّي بالتوقيع على القانون والتصويت عليه عندما يُطرح في الجلسة. النائب ميشال معوض قال بدوره “مطار رفيق الحريري واقع في منطقة خطيرة معرضة للقصف الإسرائيلي ووقوعه تحت سيطرة الميليشيات، لذلك هناك حاجة لمطارات أخرى للقيام بالإنماء المتوازن وتأمين فرص العمل”. اضاف “وقّعنا على إقتراح قانون المحامي مجد حرب لتشغيل المطار والمبادرة التي يجب ان تحصل هي الذهاب الى مجلس النواب لفتح الاعتمادات كي يتم تشغيل المطارات”.
اما الاربعاء، فعقد عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ مؤتمراً صحافياً في مجلس النواب بعنوان: سؤال إلى الحكومة في موضوع المطار البديل” معتبرا ان أفضل الممكن هو فتح مطار القليعات والإعلان عن النية بفتح مطار حامات فور الانتهاء من التشريع والدراسات وكذلك الأمر بالنسبة لمطار رياق.
ايضا، صباح الخميس، سأل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر منصة “إكس”: هل يستطيع أحد ان يفسِّر لي لماذا لا تبادر الحكومة الى تشغيل مطار القليعات، خصوصاً أن بناه التحية متوافرة بشكل كامل تقريباً، ولا يلزمه إلا بعض التجهيزات التقنية، وخصوصاً أيضاً أن القاصي يعلم كما الداني بأن مطار بيروت معرّض للمخاطر والمحاذير، وخصوصاً أيضاً وأيضاً أن الحكومات الموجودة موجودة لتسيير أمور المواطنين. وقال “ليس مفهوما انزعاج البعض عندما نوصِّف الأكثرية في الحكومة الحالية بأقذع العبارات، لأنها تستحق حتى أكثر من ذلك”.
كتلتا القوات والكتائب توقعان، تماما كما فعلت تجدد، على اقتراح قانون حرب. كل هذه الحركة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تدل على ان ثمة نية فعلية هذه المرة، للضغط بقوة نحو انشاء مطار ثان في لبنان. وفق المصادر، الاسباب التي دفعت نحو هذا القرار المعارض المشترك، كثيرة. هي تبدأ بواقع مطار رفيق الحريري الدولي “الامني” غير السليم. فالمعطيات باتت كثيرة حول خرقه من قبل حزب الله، وسواء صحت هذه المعلومات ام لم تصح، فإن الامر يستدعي استصلاح مطار بديل، خاصة وانه في كل مرة يقرر الحزب فتح حرب – من دون استشارة احد – يصبح هذا المطار مهددا بالقصف والاستهداف الاسرائيلي، كما حصل في تموز 2006، كما وان الضاحية الجنوبية برمّتها تصبح في دائرة الاستهداف، ما يجعل الوصول الى هذا المطار، مخاطرة، وغير ممكن عندما تشتعل المواجهات.
الى هذا السبب، ثمة اسباب انمائية بحتة. فلبنان بحاجة الى مطار لا بل مطارات اخرى اذا امكن، كي لا يتكبّد سكان المناطق البعيدة عن العاصمة، معاناة الطرقات والانتقال الى بيروت، للسفر. فلماذا لا تستفيد الدولة من بنى المطارات الموجودة اصلا، لانشاء مطارات جديدة، خاصة ان كلفتها ليست باهظة وافادتها الاقتصادية كبيرة؟
وفق المصادر، فإن المعارضة مصممة على الذهاب حتى النهاية في معركة المطارات الجديدة. وتأمل ان ينضم اطراف آخرون، من القوى السياسية الاخرى، وبعيدا من الاعتبارات السياسية والطائفية.. الى المطالبة بانشاء مطار جديد يساهم في انعاش المناطق التي هم نواب عنها، وازدهارها.. فهل يفعلون؟