كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أعلن الجيش الأميركي امس أنّ حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” والمدمرات المرافقة لها وصلت إلى الشرق الأوسط بعد أن أمر وزير الدفاع لويد أوستن هذه المجموعة البحرية الضاربة بتسريع عملية انتقالها إلى المنطقة. وبذلك يرتفع إلى اثنتين، أقلّه بصورة موقتة، عدد حاملات الطائرات الأميركية الموجودة حالياً في الشرق الأوسط حيث تتزايد المخاوف من حصول تصعيد عسكري إقليمي.
ومن المفترض أن تحلّ لينكولن محلّ حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”. وقالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط “سنتكوم” في بيان إنّ “حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن، المجهزة بمقاتلات إف-35 سي وإف/إيه-18 بلوك 3، دخلت نطاق مسؤولية سنتكوم”. وأضافت أنّ لينكولن “هي السفينة الرئيسية في مجموعة حاملة الطائرات الضاربة الثالثة، ويرافقها اسطول المدمّرات (ديسرون) 21 وجناح حامل الطائرات (سي في دبليو) التاسع”.
هذه الخطوات الاميركية العسكرية، تأتي بعد ان ارتفع منسوب التوتر في الشرق الأوسط منذ اغتالت إسرائيل القيادي العسكري الكبير في “حزب الله” فؤاد شكر في غارة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وايضا بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في عملية اغتيال وقعت في طهران واتّهمت الجمهورية الإسلامية، الدولة العبرية بالوقوف خلفها.
لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” فإن اللافت ان هذا القرار يتزامن مع انتهاء جولة محادثات قام بها وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في المنطقة على مر الايام الماضية، تنقّل فيها بين تل ابيب والقاهرة والدوحة.
فوفق المصادر، بينما تفيد المواقف الصادرة عن كل من الجانب الاسرائيلي وحماس، بأن اي تقدّم لم يتم احرازه، حيث اعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو “انني لست متأكداً من التوصل إلى اتفاق، ونحن لن ننسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا تحت أي ظرف”، كما ان حماس لم تتحمّس لافكار الرئيس الاميركي جو بايدن الجديدة، وأصرّت على طروحات 2 تموز الماضي، يُعتبر ارسال الجيش الاميركي حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” والمدمرات المرافقة لها إلى الشرق الأوسط، دليلا اضافيا على ان الهدنة بعيدة المنال. ولمّا كانت هذه التهدئة ستلجم ايران عن الرد، وستخفف شكل وحجم رد حزب الله، فإن لا بد للاميركيين، بعد ان لمسوا ان لا هدنة في الافق، ان يعززوا وجودهم في المنطقة، لحماية اسرائيل.. اما لو كانت المفاوضات ذاهبة نحو افراج، لما كانت واشنطن في حاجة الى ارسال هذه التعزيزات، تختم المصادر.