شارك وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، في ورشة عمل الشبكة الصحية بعنوان “الجهوزية الصحية المشتركة في صيدا والجوار والخطوات القادمة” والتي هدفت لمناقشة الجهوزية الصحية والتخطيط الإستراتيجي والتقني، من تنظيم مؤسسة الحريري.
وقال الأبيض: “يسرني أن أكون اليوم معكم في هذا النهار الذي نحضّر فيه لنظهر استعدادنا في القطاع الصحي لأي طارئ يمكن أن يحدث، وسأركز في كلمتي على نقاط معينة في هذا الموضوع:
أولاً: موقف الحكومة اللبنانية من موضوع الإعتداءات الإسرائيلية والصراع في المنطقة: منذ اليوم الأول كان موقف الحكومة واضحاً وهو أننا لا نريد الحرب، وطالبنا منذ اليوم الأول بوقف فوري لإطلاق النار من غزة الى لبنان. صحيح أننا نحضر لأي طارئ ولكن هذا لا يعني اننا لا سمح الله ذاهبون الى حرب. ونتمنى ان لا نضطر لإستخدام كل هذه التحضيرات والإستعدادات التي نقوم بها، لكن للأسف بوجود عدو همجي ومن دون أي ضوابط او حدود وللأسف بدعم من بعض المجتمع الدولي صار لزاماً علينا ان نكون بأعلى درجات الجهوزية والتحضير وهذا واجبنا تجاه أهلنا ومجتمعنا.
ثانياً: الحوكمة والمسؤوليات: ربما نحن في لبنان تعودنا ابان الأزمات أن يستسهل أصحاب المسؤولية ان يتحججوا بضعف الموارد حتى يقولوا اننا “مش قادرين نعمل شي”، لكن نحن في هذا الموضوع لدينا رأي آخر وهو اننا بالعكس، وقت الأزمات يصبح تحمل المسؤوليات أمراً اهم وواجباً . لذلك نعتبر أنه بالنهاية اذا لا سمح الله وقع المحظور يجب ان يكون لدينا ردة فعل جيدة وان نحسن استخدام الموارد وذلك عبر التنسيق بين جميع الأفرقاء، نحن نعتبر وزارة الصحة هي المسؤولة بشكل أساسي عن هذا القطاع وهي الجهة الناظمة له ، ولذلك منذ اليوم الأول لإندلاع الاعتداءات الاسرائيلية فعّلت الوزارة غرفة الطوارئ الصحية فيها وباشرنا بإعداد الخطط والتدريبات بالتنسيق مع كل الشركاء: المستشفيات، الصليب الأحمر اللبناني او اللجنة الدولية للصليب الأحمر او غيرها وأجرينا محاكاة على عدة مستويات.
ثالثاً: خطة وزارة الصحة: مع قيادة الوزارة لها، خطتنا قائمة على موضوع اللامركزية، ان كان لامركزية بالإدارة او بتوزيع المستلزمات الطبية والأدوية، وخاصة انه كانت لدينا تجربة غنية ابان جائحة كورونا وخاصة في المناطق التي فيها لجان ازمات فعالة، وانا سعيد جدا بأن منطقة صيدا والجوار كانت ناشطة بهذا الموضوع وفيها لجنة ازمة كانت ممتازة في ردة فعلها على كورونا. لذلك نحن الآن من خلال عمل الوزارة نشتغل بهذه الطريقة اللامركزية ونعتبر أن ” أهل مكة أدرى بشعابها” ونحن دورنا يكون تسهيلاً ودعماً وايجاد الأطر ، ولكن دائما هناك تعاون وثيق بشكل أساسي بين الوزارة وكل الفاعليات والأفرقاء في القطاعات المتعددة ان كان بلديات او القطاعات الأخرى . واكيد نحن لاحظنا ان هناك أماكن ضعف يجب ان نرى كيف نسدها مثل موضوع الطاقة او المياه وغيرهما. ونعتبر أن هذا التكامل بين الإدارة المركزية في الوزارة ولجان الأزمات في المناطق، هو امر أساسي.
رابعاً: المستشفى التركي: نحاول كوزارة كما يهمنا ان يكون لدينا ردة فعل على الأزمات المتعددة التي للأسف لا تزال تعصف بلبنان، ولكن كذلك يهمنا ان يكون لدينا كذلك خطة استراتيجية صحية اطلقناها سابقاً وجزء منها كان تعزيز دور المستشفيات الحكومية. واتذكر ان أول زيارة لي كانت الى المستشفى التركي وقلت بأننا سنفتتحه بإذن الله ونفعّله ، ونحن في وزارة الصحة وأنا شخصياً جاد بهذا الوعد وان شاء الله هذا الوعد نراه يتحقق قبل نهاية هذا العام وربما قبلها أيضاً”.
ونوه بالتجربة الناجحة للشبكة الصحية لصيدا والجوار، مضيفًا: “حتى قبل هذه الأحداث نحن كوزارة كنا ننظر الى الشبكة الصحية في منطقة صيدا والجوار كنموذج لنطبقه في باقي المناطق، لأننا نعتبر أنه في قطاع الصحة هناك أزمات دائمة – ربما تأتي أزمات كبيرة تضغط – ولكن من دونها لديك وبائيات واوضاع صحية تتطلب ان يكون لديك مراقبة للمؤشرات الصحية ورصد للمشاكل قبل ان تحدث. وهنا يأتي دور الشبكات الصحية المناطقية والمجتمع الأهلي وهناك دور طبعاً لطبيب القضاء ومصلحة الصحة معهم”.
وختم الأبيض: “دورنا في أي أزمات نحن كمجتمع واحد واهل – وهذا ما يميز لبنان انه وقت الأزمات كل الخلافات تختفي – ونحن في مواجهة هذه الأزمات يكون دائما لدينا موقف واحد وان شاء الله لا تحدث ولكن اذا حدثت نحن بإذن الله مع بعضنا البعض نحاول ان نمررها بأقل قدر من الخسائر”.