كتبت اتحاد درويش في “الأنباء الكويتية”:
على وقع التطورات الأمنية التي أرخت ظلالا من الخوف من تدحرج الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، انكفأت حركة الشارع بالأمس لصالح متابعة ما يجري أمام الشاشات المحلية والعربية التي راحت تنقل في تغطية مباشرة تطورات الميدان في جنوب لبنان بعد أن أعلن ««حزب الله» الرد على مقتل قائده العسكري الاول فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في 30 من يوليو الماضي.
استضافت الشاشات شخصيات سياسية وعسكرية قرأت في الأحداث وحللتها كل من وجهة نظره.
أمضى اللبنانيون عطلة نهاية الأسبوع على قدر كبير من القلق الممزوج بالخوف والحذر من الانزلاق نحو الأسوأ، فالتزم معظمهم المنازل في بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وساد الصمت معظم الأحياء في بيروت باستثناء عبور القليل من المارة والسيارات، في حركة شبة ناشطة للتسوق تحسبا من توسع دائرة الحرب. في وقت لم يلحظ وقوف السيارات بالطوابير أمام محطات المحروقات، ربما لأن الغالبية قد تحسبت وملأت خزانات سياراتها بمادة البنزين في شكل يومي قبل ساعات المساء.
أما الإقبال على المتاجر والسوبرماركات فكان متفاوتا، اذ شهد بعضها حركة كثيفة والبعض الاخر اعتيادية تحصل كل يوم.
ومع تزايد مخاوف اللبنانيين من توسع رقعة الصراع بين «حزب الله» وإسرائيل، التي أعادت إلى أذهانهم ذكريات عدوان 2006 وما خلفه من قتل ودمار وتهجير، بقيت الخشية من إقدام إسرائيل على ضربة انتقامية تطال الضاحية الجنوبية مع تواتر الحديث عن مغادرة المنطقة لعدد لا بأس به من العائلات باتجاه مناطق أكثر أمانا.
ما يحدث في الجبهة الجنوبية والسيناريوهات المحتملة من حرب شاملة على ضوء التطورات التي حصلت في الساعات الماضية لم تمنع بعض اللبنانيين من التوجه إلى مناطق الجبل، لاسيما أولئك الذين يملكون منازل لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وبعضهم من قصد منطقة الروشة أو عين المريسة الكورنيش الأشهر في بيروت خاصة عند الصيادين، إما للسباحة أو للمشي أو الجلوس والاستمتاع بالجو اللطيف. لكن هاتين المنطقتين اللتين تكتظان عادة بالناس مع نهاية كل أسبوع كانتا بالأمس على غير صورتهما المعتادة.
وفيما يبقى الترقب والانتظار سيدا الموقف فإن اللبناني يبقى متمسكا بالأمل مهما اشتدت رياح الحرب وتعاظمت من حوله نيرانها. فهو على يقين من أنه قادر على تجاوز المحن وما أكثرها وأبغضها تلك الحروب المدمرة التي شنتها إسرائيل، وفي كل مرة يلملم جراحه ويكمل ويستذكر.