كتبت لارا بزبك في “المركزية”:
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم امس الأحد، من أن إسرائيل لم تقل “كلمتها الأخيرة” في ضرباتها على جنوب لبنان، وذلك بعد ان نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات استباقية فجر الاحد، أحبطت الى حد كبير، الهجوم الذي كان يعده الحزب على الكيان العبري، انتقاما لمقتل القائد العسكري الاول في صفوفه فؤاد شكر.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء، بحسب مكتبه، بعد رد “حزب الله”: قبل ثلاثة أسابيع، قضينا على القائد في حزب الله واليوم أحبطنا خططه الهجومية، مضيفا “ننفذ ضربات مفاجئة على حزب الله”، ومؤكدا أن “الجيش الإسرائيلي اعترض جميع المسيّرات التي أطلقها الحزب”. وأضاف “ليعلم الأمين العام للحزب حسن نصرالله والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن هذه خطوة على طريق تغيير الوضع في الشمال”. واكد “اننا اتخذنا الخطوات الأولى لإعادة السكّان إلى الشمال بأمان”.
في مقابل هذا الكلام، أصر حزب الله على إبراز ان هجومه لم يفشل وانه حقق أهدافه، لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، سواء نجح الانتقام ام كان يجب ان يكون اكبر، فإن الاكيد انه ليس بحجم الشخصية التي فقدها الحزب، متوقفة عند عدم تأكد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في كلمته عصر امس، من حجم الاضرار التي حققتها ضربات الحزب، سائلة عن الكاميرات وتصوير العمليات والهدهد.. التي دأب عليها الحزب طوال الاشهر الماضية!
غير ان الاهم في ما جرى امس، هو انه رغم الدخان الكثيف الذي يغلّف المشهد، والتصعيد الكلامي من إسرائيل وحزب الله، فان الطرفين ابلغا مَن يعنيهم الامر، انهما لا يريدان اي تصعيد: اسرائيل تعتبر نفسها سجّلت نقطة على الحزب وافشلت هجومه و”انتهى”، والحزب يعتبر ان هجومه كان ناجحا وثأر لفؤاد شكر و”انتهى” ايضا، واذا لم تكن نتيجة الضربات مرضية، فإنه سيرد مجددا، لكن ليس الآن، كما قال نصرالله في كلمته امس، معطيا اللبنانيين “الاذن” بالارتياح الآن وباستئناف حياتهم الطبيعية!
وبالتالي، في العملي، يفترض ان تعود الامور تدريجيا الى الهدوء في الميدان، والى قواعد الاشتباك التي كان معمولا بها قبل اغتيال شكر، استعدادا لمرحلة اليوم التالي، المرتبط جنوبا بمآل مفاوضات وقف النار في غزة. فاذا نجحت، انتقل الوضع لبنانيا الى البحث عن تسوية للواقع الحدودي، وهذا ما المح اليه نتنياهو في مواقفه اعلاه..
اما اذا فشلت، فعندها قد تُفتح الاوضاع مجددا في المنطقة ولبنان ضمنا، على كل الاحتمالات والسيناريوهات السوداء، تختم المصادر.