تقرير ماريا خيامي:
تعتبر منصات التواصل الاجتماعي منصة حرة لروادها، من أجل التعبير عن آرائهم ومشاركتها مع الغير ومناقشتها من دون خوف أو ملاحقة، بعيداً عن تخطي الحدود.
لكن بعض المنصات باتت تستغل انضمام الكثيرين لها فتعمد الى التلاعب بالمعلومات المنشورة، حيث أنها تعطي فسحة لمنشورات الصفحات التي تؤيدها، وتلغي الصفحات التي لا تريد لمحتواها أن ينتشر، خصوصا في ما خص المحتوى السياسي.
نتكلّم هنا عن “اكس”، التي تمنع نشر كل ما يتعلّق بالإرهاب والحرب، فكثر الكلام مؤخرا عن إلغائها للكثير من المنشورات والصفحات، إضافة إلى الحد من ايصال هذا المحتوى إلى رواد الموقع، فبعد مرور حوالي السنة على اندلاع حرب غزة، هل تغيّرت سياسات “اكس”؟
في حديث لموقع IMLebanon، اعتبر الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل أن “المنصات تدّعي احترام حرية التعبير لكنها في الواقع تقوم بالمراقبة الحثيثة وتمنع وتحدّ من منشورات الكثير من الجهات والاشخاص التي لا يريد ايلون ماسك لهم ان ينشهروا على نطاق واسع”.
ولفت خليل الى ان منصة X خففت في الآونة الاخيرة من هذه الممارسات بسبب انتقاد الكثيرين لها ومهاجمتها.
أما عن حظر منصات المشاهير، أوضح خليل أنه “بإمكان المنصة التذرع بالكثير من الأسباب لإلغاء حساب ما، حتى ولو لم يتخطى الخطوط الحمراء، فبإمكان المنصة حظر هذا الحساب عند أي خطأ صغير، وبالتالي تكون المنصة منحازة وغير داعمة لحرية التعبير كما تدعي.”
مؤخرا، استعرت المعركة بين مالك منصة “إكس” إيلون ماسك والكوميدي المصري باسم يوسف، بعد حظر حسابه الذي كان يتابعه نحو 12 مليوناً. وأعلن يوسف أنه سيرفع دعوى قضائية أمام المحاكم الأميركية لمقاضاة ماسك.
ويرى مراقبون أن الوحيد القادر على المحاسبة هو الرأي العام، فالمحاكم لن تحاسب ماسك أو أي مالك منصة، لأنه يستطيع التذرع بالكثير من الأسباب لهذا الحظر.
ولكن تبقى حرية الرأي والتعبير من الجهة القانونية والتاريخية هي حرية محدودة سلفًا، ولا يمكن تركها من دون منع الإساءات والعنف، وقد يكون البعض ضحية لهذه القوانين.