كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
بعد قيام حزب الله بالرد على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية لبيروت، الاحد الماضي، وما تخلله من تفاوت في حجمه وتأثيره عسكريا، تتجه الانظار إلى رصد نتائج اجتماعات القاهرة التي تعقد على مستويات رفيعة من الدول المعنية، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر وإسرائيل، وبمواكبة عن قرب من حركة حماس، لتذليل ما تبقى من عقبات وعراقيل يطرحها الجانب الاسرائيلي، وتعترض التوصل إلى صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لملاقاة النتائج السياسية والعسكرية الناجمة عن هذه الصفقة اقليميا ودوليا، وانعكاساتها وكيفية التعاطي معها في المرحلة المقبلة من الدول والاطراف المعنية، ومن بينها لبنان بالطبع.
ويبدو من مسار جلسات التفاوض، ان هناك اصرارا من الإدارة الاميركية والدول المعنية، على مواصلة جلسات التفاوض، بالرغم من كل محاولات الوفد الاسرائيلي طرح شروط جديدة، تتجاوز مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب، وصولا للاتفاق على الصفقة المنشودة، وهذا يعني اذا تحقق الاتفاق المطلوب، ولم يتم عرقلته وتعطيله نهائيا وإن كان هذا مستبعدا حتى اليوم، دخول لبنان من خلال تهدئة جبهة الجنوب، المرتبطة بحرب غزّة، كما اصبح متعارفا عليه بالداخل والخارج، مرحلة جديدة، أمنيا وسياسيا، وهي تتطلب الاستعداد لها، من كل المسؤولين في السلطة وخارجها والتحسب والتحضير للافكار والرؤى المطلوبة، للاستجابة السريعة لمتطلباتها وتداعياتها على كل الصعد.
واولى الخطوات المطلوبة، انهاء حالة الانقسام السياسي الداخلي والتنابذ، والتقارب بين مختلف الاطراف، وتحقيق حد ادنى من التفاهم، لإعادة تكوين السلطة المنهارة حاليا، وتفعيل المؤسسات والادارات العامة، واولى الخطوات، انهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تتولى ادارة السلطة والنهوض بالدولة، وتفعيل الخدمات الضرورية للمواطنين وتنشيط الدورة الاقتصادية، والقيام بمتطلبات إزالة مخلفات الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، واغاثة المتضررين.
وحتى اليوم، يلاحظ ان المسؤولين على كافة المستويات، ليست لديهم اي افكار او خطط جاهزة، للتعاطي مع مابعد مرحلة انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، وكلهم في حالة انتظار ما يمكن ان تكون عليه المرحلة الجديدة، والتعاطي مع المستجدات ساعة بساعة، إما بسبب تشرذم السلطة من جهة، وإما بانتظار مؤثرات التفاهمات والاتفاقات الاقليمية والدولية وانعكاساتها على الواقع الداخلي اللبناني، لاسيما توظيف سلاح حزب الله بالتاثير سلبا اوايجابا على الواقع السياسي الداخلي.
ولذلك، يُخشى ان تنعكس نتائج ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزّة، وتهدئة الوضع جنوبا، سلبا على الساحة السياسية الداخلية، وتزيد من تعقيدات الازمة المتواصلة، لاسيما اذا كان هناك اصرار على تكرار نتائج المواجهة الجنوبية نحو الداخل اللبناني، كما جرى بعد حرب تموز في العام ٢٠٠٦، والمترتبات السلبية الخطيرة عنها على لبنان كله.