IMLebanon

“إستقرار” على الجبهة الجنوبيّة… بانتظار الردّ الإيراني!

جاء في “اللواء”:

على الرغم من أن الوضع الجنوبي، استقر في المدى المنظور على العودة الى «قواعد اشتباك» مع «توازن رعب» متجدد ضمن «ستاتيكو» مواجهة بات معروفاً: قصف، فردّ على القصف، فاغتيالات فتصعيد، فإن الايام القليلة المقبلة من شأنها أن تحمل معطيات حول المسار المقبل لحرب غزة، قبل اقل من عشرة ايام من دخولها الشهر الثاني عشر، وسط اصرار رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو على التشديد على استكمال الحرب، من دون افق او اهداف لحرب عسكرية.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى ان البلد تحت تأثير المواقف من رد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر، في حين أن السلطات المعنية تواصل أي عمل يندرج في إطار الاستعداد لأي طارىء، مشيرة إلى الى أن جبهة الجنوب محور متابعة.

إلى ذلك قالت المصادر أن الوقت حان للإنتقال إلى مواكبة الملفات الأخرى التي تحمل الطابع المحلي، مع العلم أن لا معطيات جديدة على الصعيد الرئاسي أو غيره.

إلى ذلك توقعت المصادر أن ينعقد مجلس الوزراء قريبا.

اما على صعيد ما قاله النائب جبران باسيل بشأن المواجهة، فإن أوساط مراقبة اعتبرت أن شكل هذه المواجهة لم يتقرر بعد على أن يتظهر ذلك في وقت لاحق.

ولعلّ ما طرأ من تطمينات اميركية على الموقف، على لسان رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال تشارلز براون، من شأنه انه يريح الاجواء المضطربة على مدى اسابيع بعد اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية.

وكان براون قد اعلن لدى مغادرته تل ابيب ان المخاطر على المدى القريب لاتساع الحرب في المنطقة قد انحسرت الى حد ما، بعد تبادل اسرائيل وحزب الله اطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد.

وقال: كان لديك امران كنت تعلم انهما سيحدثان، حدث احدهما بالفعل، والآن يعتمد الامر على كيفية مضي الثاني (في اشارة للرد الايراني المنتظر).

وعلى صعيد الموقف الايراني، اعلن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان موعد انتقامنا لاغتيال هنية سيكون مفاجئاً ومتناسباً، وعلى اسرائيل ان تعيش حالة من القلق النفسي، مشيراً الى ان لا رغبة لبلاده بالحرب، لكن الاعتداء سيقابل بالرد.
وسط حالة الترقب والتسخين الجارية على امتداد جبهة الجنوب، وسائر جبهات المساندة مضى لبنان في اتصالاته من اجل التمديد لليونيفيل.

وفي الاطار، استقبل الوزير عبدالله بو حبيب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وتم التباحث في الأوضاع الأمنية على الحدود الجنوبية للبنان والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الاراضي اللبنانية، بالاضافة الى الوضع في قطاع غزة والمساعي التي تقودها الولايات المتحدة مع كل من مصر وقطر للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس.

وتطرق اللقاء بين بوحبيب وجونسون الى مسألة التمديد لليونيفيل، وجدد التأكيد على «موقف لبنان المتمسك بأن يكون التمديد لسنة أخرى ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد المرتقب صدوره عن مجلس الأمن».

وفي سياق متابعة موضوع التجديد، زار السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعرض معه سير الاوضاع في لبنان عموما لا سيما الوضع في الجنوب.

وزار ماغرو ايضاً، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل سفير فرنسا في لبنان يرافقه المستشار السياسي في السفارة رومين كلافاري، بحضور النائب ندى بستاني. وتطرق الحديث الى آخر المستجدات التي يشهدها لبنان والمنطقة. واستمع ماغرو لوجهة نظر النائب باسيل وسبل ايجاد الحلول، وخاصة بما يتعلق فصل مسألة انتخاب رئيس للجمهورية عما يحدث في المنطقة كمدخل لحل العديد من المسائل العالقة داخلياً.

ووضعت مصادر دبلوماسية حركة السفير الفرنسي في اطار متابعة مواضيع لبنانية واقليمية ملحَّة ما زالت مفتوحة، وقالت لـ «اللواء»: ان الحركة الفرنسية تركز حالياً ايضاً على اتصالات التجديد لقوات اليونيفيل بإعتبار فرنسا حاملة قلم صياغة قرار التجديد التقني للقوة الدولية.

واضافت المصادر: المتوقع صدور قرار مشابه لقرار التجديد العام الماضي ولو تم ادخال تعديلات على بعض العبارات التقنية مثل وضع عبارة « وقف العمليات القتالية في الجنوب» بدل عبارة «وقف الاعمال العدائية» التي وردت في الصيغة الاولى للقرار عند صدورالقرار 1701عام 2006 وبقيت بلا تعديل حتى الآن.

واوضحت المصادر: ان النقاش لا زال يتناول في جزء منه هل يتم تعديل مهام اليونيفيل بما يتلاءم مع تطبيق القرار 1701 مع الاخذ بعين الاعتبار التطورات التي حدثت منذ عملية طوفان الاقصى وماتلاها حتى الآن. ام يبقى نص قرار التجديد كماهو بفصل التجديد عما يجري من مواجهات، خاصة ان مهمة قوات اليونيفيل هي اصلا «مراقبة تطبيق القرار 1701 لا تولّي تطبيقه». لذلك كل المقترحات تركز على ضرورة واهمية تطبيقه.

وتوقعت مصادر دبلوماسية ان يتم التجديد لقوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في جلسة مجلس الأمن الدولي يوم غد الخميس لعام إضافي، استنادا إلى الصيغة التي اعدتها فرنسا، اذا لم تطرح اي دولة من الدول الخمس الكبرى، تعديلات على المشروع، وان كان هذا الامر مستبعدا حتى الساعات الماضية.

وقالت المصادر ان الديبلوماسية اللبنانية تتحرك في الامم المتحدة مع مندوبي الدول المعنية بقرار التجديد، لتلافي اي مفاجآت غير متوقعة، ولقطع الطريق على أي محاولة تقوم بها إسرائيل في الساعات الاخيرة،في محاولة لوضع تعديلات على مشروع القرار، تتناسب مع نفوذها وسيطرتها، وإن كان ذلك صعبا، استنادا الى مواقف وتوجهات الدول الخمس المذكورة، كما تبلغتها الديبلوماسية اللبنانية، بينما يبقى الحذر قائما حتى صدور قرار مجلس الأمن الدولي بصيغته النهائية.