كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال سي.كيو. براون، إن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، انحسرت إلى حد ما، بعد تبادل إسرائيل و”حزب الله” في لبنان إطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد.
وتحدث براون لوكالة “رويترز” بعد رحلة استغرقت ثلاثة أيام لمنطقة الشرق الأوسط، حيث توجه الى تل ابيب بعد ساعات فقط من إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فيما شن الجيش الإسرائيلي ضربات على لبنان لإحباط هجوم أكبر.
وأشار براون إلى أن هجوم “حزب الله” كان واحداً فقط من هجومين كبيرين اسرائيل مهددة بهما منذ اسابيع، ذلك ان إيران ايضا تتوعد تل ابيب على خلفية مقتل زعيم حركة “حماس” في طهران الشهر الماضي. وعندما سُئل عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن، قال براون “إلى حد ما… نعم”.
وأشار إلى قرار يوم الأحد الإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط، فضلاً عن إرسال سرب إضافي من الطائرات “إف-22” المُقاتلة. وأكد براون أنه مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الإيراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار. وأضاف “يريدون أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد… لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع”.
بدورها، أكدت نائبة المتحدّث باسم قوات اليونيفيل كانديس أردِيل أن سكان الجنوب تنفّسوا الصعداء بعد تطورات الأحد، قائلة “عاد الهدوء إلى الحياة وباتت وتيرة التوتر في الجنوب أقل حدة”. وفي حديث تلفزيوني، أكدت أرديل أن “هناك دائماً خطر وقوع سوء حسابات وهامش خطأ”، وحثّت كل الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية، ووقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701، مضيفةً “إن الطرفين أعلنا أنهما لا يرغبان بحرب واسعة، هما مستعدان للحرب ولكنهما لا يريدانها”، وقالت: أنا مطمئنة أنه في القريب ستنتهي الحرب.
يبدو اذا، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، وفي ضوء هذه المواقف الصادرة عن شخصيتين بارزتين على الساحتين الاممية والدولية ومقربتين من دوائر القرار في العالم، ان ما قبل رد حزب الله والردود المفترضة لايران والحوثيين، لن يكون كما بعده، وذلك بالمعنى “الايجابي”. فالانتقامات المُفترضة، ستكون على شكل انتقام حزب الله، مدروسة ومضبوطة، وستضع حدا لمرحلة التصعيد والتهديد والوعيد في المنطقة، وتطويها، لصالح فتح صفحة المعالجات والحلول للصراع القائم منذ 7 تشرين الماضي.
السيناريو “الاحتوائي” هذا عملت عليه العواصم الكبرى، وتحديدا واشنطن والدوحة ومعهما لندن وباريس والقاهرة، بالتواصل مع طهران، من اجل سحب فتيل اي مواجهة اقليمية، فتجاوبت معها الجمهورية الاسلامية خاصة وانها لا ترغب اصلا بالدخول في اي حروب. وبالتزامن، الضغط الدولي مستمر على تل ابيب من اجل تسهيل اتفاق وقف النار في غزة.
المساعي الاولى نجحت ويبدو سيناريو الحرب الموسعة تم ابعاده، ويبقى ان تتحقق الهدنة في غزة من اجل القضاء عليه نهائيا ووقف جبهات الاسناد والذهاب نحو التسوية الاوسع، تختم المصادر.