تقرير ماريا خيامي:
قد يبدو الحمل أمراً سهلاً، إلى أن تبدأ المرأة بالمحاولة وتواجه الكثير من العوائق التي قد تمنعها أو تصعّب عليها حدوث الحمل. وبتنا في السنوات الأخيرة نسمع كثيرا عن مشاكل في القدرة على النجاب فما هي هذه المشاكل وهل من حلول لها؟
أوضح أخصائي الجراحة النسائية والتوليد وأمراض العقم، والاستاذ المحاضر في كلية الطب في جامعة القديس يوسف الدكتور ألان ضاهر أن “العقم هو عدم القدرة على الانجاب لمدة سنة أو أكثر، في حال كانت المرأة تحت الـ 35 سنة، بوجود علاقة جنسية منتظمة أثناء فترة الإباضة.”
وأضاف: “عندما تتخطى المرأة عمر الـ 35 سنة، لا يجب عليها الانتظار لمدة سنة قبل مراجعة الطبيب المختص، بل بعد 6 أشهر عليها اللجوء إليه، طبعاً في حال وجود علاقة جنسية منتظمة أثناء فترة الإباضة، إذ ان نسبة نجاح الحمل في شهر معيّن أثناء فترة الإباضة هي 30%، وعند التجربة على مدة سنة، نسبة الحمل ستصل إلى 90%، إذاً فيكون العقم وارد هنا في حال لم تحمل، وبالتالي عليها اللجوء إلى الوسائل المساعدة.”
وأوضح ضاهر أنه إذا كان لدى الشريكين علاقة منتظمة، ابتداء من اليوم العاشر من الدورة، لمدة عشرة ايام، عندها ترتفع نسبة حصول الحمل، ومن الضروري أن تكون الدورة الشهرية منتظمة، أما إذا كانت غير منتظمة، يمكنها الاستعانة بفحص لتعرف متى يوم الإباضة، أو يمكنها الاستعانة بالصورة الصوتية لدى الطبيب.
أسباب العقم
أكد ضاهر، أنه ليس دائما سبب العقم هو من المرأة، بل قد تكون المشكلة مزدوجة، (تُعدّ هذه الحالة الأكثر انتشارا)، إذ يوجد %30 من العوامل الذكورية و30% من العوامل الأنثوية، و40% تكون مزيجا بين الاثنين، أو بسبب الأسباب غير المبررة، unexplained fertility، أي تكون جميع الفحوصات طبيعية، ولكن الحمل لا يحصل.
ولفت الى ضرورة القيام ببعض الفحوصات في حال تأخر الحمل، مثل فحص البذرة لدى الرجل، والقيام بصورة صوتية للمرأة لتحديد ما إذا كان هناك مشكلة مسببة للعقم مثل التليّف في الرحم، اللحمية في الرحم، أو الأكياس على المبيض. بالإضافة الى هذه الفحوصات، يجب على المرأة إجراء فحص دم لمعرفة مخزون البويضات، لكي يعرف الطبيب أي علاج عليه أن يتّبع، وفحص هورموني، وصورة ملوّنة للأنابيب (إذا كانت الأنابيب مسدودة من المستحيل حصول الحمل طبيعيا).
ما هي التقنيات التي تساعد في الحمل؟
يؤكد الدكتور ضاهر، أن هناك طريقتين مساعدتين للحمل، وكلاهما تزيدان نسبة الحمل، ويتم اللجوء لأي منهما حسب الحالة، وهما:
-عمليات أطفال الأنابيب (IVF In Vitro Fertilization)، وهي أكثر طريقة متطورة ولديها نسبة نجاح عالية، وهي عملية تخصيب خارج الرحم، يتم حقن السيدة على مدى 10 أيام تقريبً بأبر الهرمونات تحت الجلد، وبعد يومين من انتهاء العلاج يتم سحب البويضات من الجسم، وفي نفس الوقت يعطي الزوج البذرة وتُحقن داخل البويضة، بعدها يتم تكوين الأجنة في المختبر لمدة 5 أيام، ليتم زرعها داخل الرحم.
ويشير إلى أنه يتم فحص الجنين قبل زرعه، للتأكد من عدم وجود أي مشاكل في الـ Chromosome، أي الاختبارات الوراثية genetic tests، للتأكد من صحة الجنين، قبل زرعه، لضمان عدم إصابته بالأمراض، وبالتالي لتكون نسب النجاح مرتفعة.
-حقن البذرة داخل الرحم: يعطي الرجل السائل المنوي في المختبر، ويتم أخذ البذرة وتنظيفها وتقويتها وحقنها داخل الرحم، وذلك لرفع نسبة الحمل.
أما إذا كان الرجل لا يملك بذرة بتاتاً، من المستحيل أن تحمل شريكته، إلا في حال اللجوء لوهب البذرة.
متى تفشل المحاولات ويتوقف الثنائي عن المحاولة؟
أكد ضاهر أنه في حال استمرار الحصول على الأجنة بنجاح، لا يجب أن تستسلم المرأة، وعليها الاستمرار بالمحاولة، فالكثير من النساء حاولن العديد من المرات حتى نجحن في النهاية.
كما أوضح أنه هناك فكرة خاطئة سائدة بأن الـ ivf لا ينجح من أول محاولة، هذا الأمر غير صحيح، فكل محاولة لديها نسبة عالية بالنجاح، البعض ينجحن من المحاولة الأولى، والبعض الآخر يحاول عدة مرات.
أما إذا كان مخزون البويضات منخفض لدى السيدة، يفشل الـ ivf، ولا يستطيع الطبيب الحصول على الأجنة، وبالتالي لا ينجح الحمل وتفشل المحاولات، وهنا تكمن أهمية الـ egg freezing، يضيف ضاهر.
كما يؤكد أن المرأة تستطيع الانجاب طالما أن الدورة الشهرية مستمرة لديها، أما العمر الطبيعي للانجاب ينتهي عندما تبلغ السيدة الـ 42 عاماً، وبعدها يصبح شبه مستحيل أن تحمل.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد الـ 35 عاما، تخسر السيدة الكثير من البويضات، ويصبح من الصعب أن تحمل بطريقة طبيعية، كما يصعب نجاح الطرق السابق ذكرها، نسبة للسيدات الأصغر.
وكشف ضاهر عن أن مخزون البويضات لدى السيدات أصبح منخفضاً، حتى قبل بلوغهن الـ 30 سنة، مقارنة بالماضي، وهناك أسباب كثيرة لهذه الظاهرة.
ما الذي قد يؤثر على قدرة الانجاب؟
-الخضوع لأي عملية جراحية على المبايض.
-التعرض لالتهاب الأنابيب وتضررها.
-البطانة المهاجرة (Endometriosis)، وهو عبارة عن دم مجمد حول الرحم من جراء الدورة الشهرية، ومن عوارضه الشعور بالوجع الشديد عند الميعاد.
-مخزون البويضات المنخفض (هناك أسباب لهذه الحالة وقد لا يكون هناك أي سبب).
عادات تزيد الخصوبة
تجنب التدخين وتناول الكحول
الحد من تناول الأدوية التي تؤثر على الخصوبة قدر الإمكان
التقليل من تناول الكافيين
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
الاطعمة الصحية.
رغم التطورات الطبية، ما من فحوصات حتى الآن بإمكانها أن تحدد للمرأة مسبقا ان كانت مصابة بالعقم أو لا، ويتوجب عليها بالتالي المحاولة مرارا لتعلم ان كانت بحاجة للمساعدة أو لا.
إشارة إلى أن نسبة العقم ارتفعت بشكل كبير في كل انحاء العالم، ولا يوجد أسباب واضحة حتى الساعة، ما يشير إلى الحاجة الماسة لتمويل السبل المساعدة للحمل، إذ ان هناك شريحة كبيرة من الناس لا تستطيع تحمّل التكاليف وبالتالي لا يستطيعون الانجاب.