كتب عامر زين الدين في “الانباء الكويتية”:
استعادت شجرة الزعرور في لبنان أهمية قيمة زراعية وصحية بعدما كانت فقدت وجودها حد الانقراض.
سببان وراء ذلك: أهمية الثمرة على المستوى الصحي اذ يطلق عليها اسم «ثمرة القلب» لفوائدها الصحية، والثاني مع العودة إلى الأرض في ظل الواقع الاقتصادي الراهن وبروز أنواع كثيرة من الزعرور البري المستورد من بعض الدول الأوروبية في المشاتل اللبنانية ما شجع أكثر عليها، على رغم اعتبار البعض انها عبث بالخصوصية البيئية للبنان، وتحولها من برية إلى جوية بحسب المفهوم الزراعي، وبذلك بدأت تنال قسطا وافرا من الاهتمام.
يرى العارفون بأهمية الشجرة «انها ثروة مهددة بالانقراض، لكنها ثروة طبية ووطنية قبل كل شيء»، كما يقول نديم الغصيني من بعقلين الشوف. وأضاف: «غيرها أيضا مهدد بسبب قلة إدراك أهمية تلك الثمرة والزراعة على نحو عام، أضف إلى ذلك الحرائق والتمدد العمراني».
وتابع: «يعتبر الزعرور البري، ذو الثمار الصفراء اللون الأكثر انتشارا، لكن ما يعرف باسم حميرون نسبة إلى لونه الأحمر، ذا نكهة أطيب ومذاق ألذ. وأنا من الأشخاص الذين زرعوا أنواعا أوروبية وذات الثمار الكبيرة. لكن تبقى البلدية أفضل بكثير». ونصح الغصيني «الجميع بزراعتها، خاصة انها لا تحتاج رعاية كبيرة ويمكن زراعة في الأراضي القاحلة والحرجية اذا كانت المنطقة ملائمة».
ودعا الغصيني المهتم بتكاثر زراعة الزعرور «وزارة الزراعة، بإنتاج شتول من الأصناف البلدية المتوافرة في لبنان، وإعادة زرعها في المناطق الملائمة، نظرا إلى أهميتها».
في حين ذهب سليم الزهيري إلى اعتبار الزعرور«من الثروات الوطنية، وهي من الأشجار القديمة التي تنتشر اليوم في المرتفعات الجبلية والمناطق الجردية وعلى أطراف الغابات، ومن فصيلة الورديات، بحيث انها حرجية وفي فروعها أشواك، تنضج في نهاية الصيف وبداية الخريف».
ويتفاخر الزهيري بإنتاجه السنوي ولو كان قليلا، وهو يصعد من العاصمة باتجاه الجبل ليقطف الموسم ويحفظه للعائلة، ويوزع الباقي منه هدايا للأصدقاء، باعتباره صيدلية لفوائده الطبية وخصوصا للقلب. ويضيف: «7 حبات يوميا من ثمار الزعرور الصغيرة كافية لتنشيط القلب ودورة الدم، عدا فوائد أوراقه وأزهاره. فالزعرور نبات طبي مشهور، ذو قيمة عالية في علاج أمراض القلب، ولهذا السبب سمي ثمرة القلب».
ويقول الزهيري: «في بعض الدول مثل المانيا، يعتبر الزعرور من الأدوية العشبية المسجلة والمعتمدة رسميا لعدد من العلاجات الطبية، وهذا يحتاج إلى إدراك أكبر عندنا لأهمية الشجرة وفوائدها».
أما علاء ابو عاصي فيدعو «إلى لعودة إلى الزراعات التقليدية». ويقول: «صحيح ان الزعرور منهك في قطافه نظرا إلى صغر حبوبه واستهلاكه الوقت الكثير للقطف، وعدم الإفادة منه في شكل تجاري، لكن الشجرة طبية وتستحق اهتمام المعنيين بها، وهي لا تكلف المزارع بدل أدوية وأسمدة وحراثة، حيث انها تنمو في كل الأماكن. وعملت سابقا على تطعيم البلدي بأجنبي، لكنني وجدت ان التقليدي أزكى وأطيب وذا فائدة طبية أكبر ربما».
وتابع: «من السهل جدا لدى المعنيين في لبنان تعزيز هذا النوع من الزراعة وعدم ترك الأشجار فريسة للعابثين بالطبيعة وللحرائق، وكي لا تبقى على اللائحة السوداء للانقراض، خصوصا مع رغبة الناس في العودة إلى الأرض واستصلاحها وتكثيف المشاتل على انواعها. اما تجاريا فثمة العديد من المحال التي تطلب هذا النوع وله زبائنه، ويباع الكيلوغرام الواحد منه بنحو 3 دولارات».