IMLebanon

مبادرة جديدة متوقعة لبري… هل تفتح طريق الرئاسة؟

كتب ناجي شربل وأحمد عز الدين في “الأنباء” الكويتية:

تتجه الأنظار اليوم الى الكلمة التي سيلقيها رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى الـ 46 لتغييب الإمام موسى الصدر مؤسس حركة «أمل» والرئيس السابق للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، والتي يتوقع ان تحرك المياه الراكدة على صعيد الملفات الداخلية وخصوصا رئاسة الجمهورية.

وسيتناول بري بداية أهداف تغييب الإمام الصدر، الذي كان يعتبر الجنوب قبلة لبنان، ومن خلاله مواجهة المطامع الهادفة الى السيطرة عليه.

وسيركز على ان «تبني الإمام الصدر قضية الجنوب هو أحد أهم أهداف تغييبه».

وسيتناول في كلمته الوضع الميداني في الجنوب والأطماع الإسرائيلية، واعتداءات إسرائيل على لبنان على مدى أكثر من نصف قرن. كما سيتطرق الى مسار الوضع والسبل للخروج منه.

وعلى صعيد الوضع الداخلي، فقد شكلت ذكرى تغييب الإمام الصدر على مدى الأعوام الماضية، مناسبة لطرح الأفكار والحلول للأزمة اللبنانية. ولن تخرج اليوم عن هذا الإطار، اذ ستتناول الوضع الداخلي والمرور على اقتراحات الحلول التي تم طرحها للخروج من الأزمة في الأعوام الماضية والتي قوبلت بالرفض، وآخرها مبادرة الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس.

وفيما تتكتم المصادر المقربة من بري عما سيطرحه في الشأن الداخلي، تؤكد «ان جعبته تخبئ دائما أشياء كثيرة ولا يمكن ان تكون فارغة، وانه لم يدر يوما ظهره للأزمة ولن يفعل ذلك اليوم ولا غدا».

في الملف الرئاسي، توافرت معطيات عدة لـ«الأنباء» عن رغبة عدد من سفراء اللجنة الخماسية، مباشرة تحرك من الاسبوع المقبل في هذا السياق، وان كان بعض السفراء من المجموعة قاموا منفردين بزيارات تناولت شؤون الملف الرئاسي، وكان أكثرهم تحركا السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو ثم السفير المصري علاء موسى. في حين خرجت الى العلن زيارة السفير السعودي وليد بخاري الى الرئيس السابق امين الجميل في منزله ببكفيا.

وقال سياسي لبناني رفيع لـ«الأنباء»: «ربما سيحين الوقت الذي يخرج فيه أعضاء الخماسية من الكلام في العموميات في الملف الرئاسي لجهة تحديد المواصفات الخاصة بالمرشحين، الى الغوص أكثر في الأسماء، علما ان معلومات تسربت عن لائحة يجرى التداول بها (لم تتأكد «الأنباء» من تداول لائحة من قبل السفير الفرنسي ماغرو كما تردد)».

جنوبا ووسط التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومحاولة فتح جبهة جديدة، شهدت الحدود اللبنانية هدوءا نسبيا حرك الاتصالات الديبلوماسية نحو محاوله تحييد لبنان عن هذا التصعيد، خصوصا وان قرب الضفة من الحدود اللبنانية تسبب الكثير من مخاطر الدخول في تصعيد لا يمكن السيطرة عليه. وتركز المساعي على إيجاد تسوية خصوصا مع إدراك الكثيرين ان المواجهات على هذه الجبهة قد استنفذت كل اهدافها، في ظل عدم الرغبة لدى الطرفين في توسيع هذه المواجهات التي بقيت في إطار «الإسناد» وضمن «قواعد الاشتباك»، تحت سقف عدم استهداف المدنيين وحصرها في المواقع العسكرية وملاحقة المقاتلين.

وفي هذا الإطار لا يستبعد مصدر مطلع «ان تشهد الساحة مجددا تحركا لموفدين دوليين وتكثيف المساعي الديبلوماسية، على غرار تلك التي سبقت التجديد للقوات الدولية والتي أسهمت في إزالة الشروط والتحفظات وتأمين إجماع دولي للتجديد لهذه القوات». ويشير المصدر «الى ان هدف التحرك هو تحقيق تهدئة مؤقتة تمهد لاستقرار دائم».

وبدا ان دورة الحياة اليومية اللبنانية ستعود الى روتينها المعتاد، مع تأقلم أهالي قرى وبلدات المواجهة في الجنوب على تبدل يومياتهم اعتبارا من الفترة التي تلت الثامن من أكتوبر 2023، تاريخ إعلان «حزب الله» فتح «جبهة الإسناد» لغزة، في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة «حماس» في مستوطنة غلاف غزة.

فقد باشرت مكتبات عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأمين الكتب المدرسية ولوازم القرطاسية من مستودعات محلية في مناطق مجاورة، خصوصا في عين الرمانة المتفرعة من الشطر الشرقي لبلدة الشياح.

أما في الجنوب فيتوقع متابعة التلامذة التعليم عن بعد في القرى والبلدات التي تتعرض لقصف متقطع كما يحصل في قضاء مرجعيون مثلا، بينما يواظب عدد من التلامذة النازحين على الدراسة حضوريا في مدارس بديلة تسجلوا فيها.

وإزاء التطورات الميدانية وتراجع وتيرة العمليات الحربية عما كانت عليه في الأسابيع الأخيرة، لم تسجل محاولات لتصليح الأضرار المحدودة التي أصابت بعض المنازل، اذ ينتظر الأهالي للتأكد من غياب شبح الحرب كليا، قبل مباشرة مبادرات ذاتية مقدور عليها.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي أغار قرابة الثانية الا عشر دقائق من قبل منتصف ليل الخميس – الجمعة، على منطقة عين الزرقا عند أطراف طيرحرفا، وعلى الأطراف الغربية لبلدة يارون في قضاء بنت جبيل.

وفي الساعات الأولى من بعد الظهر، تعرضت أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي.