كتب يوسف فارس في “المركزية”:
دائرة الخوف من حتمية تدحرج الوضع في المنطقة نحو الحرب الشاملة لا تزال قائمة ليس بفعل الردود العسكرية التي كانت متوقعة بين اسرائيل ومحور الممانعة وحسب، انما كون الوضع في الاقليم برمته سيبقى على حافة الهاوية من اليوم حتى موعد الانتخابات الاميركية . فرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يستغل واقع الادارة الاميركية وعيشها اخر ايامها . وبالتالي التحلل من ضغوطها القادرة على ثنيه عن اي مغامرة . كما انه قد يستغل اي عمل عسكري وعلى اي جبهة مفتوحة بوجهه من لبنان الى اليمن والعراق لاشعال فتيل التفجير وشن حرب واسعة من شأنها ان تجر الولايات المتحدة الموجودة بأساطيلها في المنطقة للدفاع عن اسرائيل الى الميدان.وذلك على الرغم من تأكيد الاميركيين في اكثر من مناسبة عدم رغبتهم في توسيع الصراع لا بل وجوب انهائه . وأشاروا الى ان القطع البحرية والجوية التي انتقلت الى منطقة الشرق الاوسط في الايام الاخيرة هدفها الدفاع والردع . لكن في الوقت نفسه الخوف من اقدام اسرائيل على جرها الى اشتباك واسع من دون افق مع ايران التي تكثفت الاتصالات الدولية معها لوضعها في الصورة .
النائب ياسين ياسين يقول لـ “المركزية” في السياق، لاشك في ان انتخابات الرئاسة في اميركا تشكل مفصلا اساسيا ليس بالنسبة الى لبنان والمنطقة بل للعالم اجمع الذي يشاركها هذا الحدث بدليل رهان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والصهيونية معه على عودة المرشح الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الابيض في حين المحور المناوئ له يدعم فوز المرشحة كاميلا هاريس من اجل استكمال المفاوضات التي تجريها الادارة الحالية والرئيس جو بايدن مع ايران. لذا في ظل انعدام التأثير الاميركي على نتنياهو وحكومته بما يعطل المفاوضات، يبقى الخوف من توسع دائرة الحرب واردا في اي لحظة، خصوصا بعد ربطنا مصير لبنان بمصير غزة. اضافة فإن الادارة الاميركية ملتزمة المصلحة الاسرائيلية ايا يكن رئيسها من الجمهوريين او الديموقراطيين والذي يفتقد التأثير في السياسة الخارجية .علينا كلبنانيين اخذ هذه القاعدة بالحسبان والتصرف في هديها لما فيه مصلحة لبنان لا ايران التي تتخذ من لبنان ورقة بيدها لتعزيز مصالحها اقليميا ودوليا ولا حتى الدول الخماسية التي تعمل وفق توفير مصالحها اولا .
ويتابع سائلا اين المصلحة اللبنانية في حرب الاسناد والحصيلة حتى الان قرابة 600قتيل و24 الف وحدة سكنية مدمرة ومئة الف مهجر واكثر والحبل على الجرار .الخوف يكبر من الاتي، في حين لبنان يحتاج اكثر من اي وقت مضى لفترة تعاف للنهوض مما يتخبط فيه من ازمات سياسية واقتصادية وامنية والمعبر الى ذلك انتخاب رئيس للجمهورية يعيد الانتظام للدولة بعد التطبيق الكامل للطائف وتفعيل القضاء لمحاسبة المنظومة المسؤولة عن الانهيار