كتبت جوانا فرحات في “المركزية”:
ليس مفاجئاً أن يُزج إسم بكركي وبطريركها في قضايا وملفات لا تمت إلى شعار هذا الصرح وتاريخه. في اللغة العامية يقولون”في كل عرس إلها قرص”. وهذا حال بكركي اليوم التي تعمدت بعض الأقلام “المشبوهة” زج إسمها بملف توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، فقط لأن سيدها البطريرك بشارة الراعي تناوله سابقا في بعض عظاته ليس دفاعا عن شخصه إنما عن الدور الذي لعبه في حاكمية مصرف لبنان ، ولأن الراعي يدرك سلفا أن كل التهم التي تطال سلامة لا تقتصر على شخصه فقط إنما ثمة رؤوس كبيرة أخرى في البلد متورطة وثمة تقارير سوداء كثيرة كتبت عنها في السر، إلا أنه يدرك أن الملف بات في عهدة القضاء وعليه وجب الصمت.
لكن وكما في كل مرة يحصل أن يتم توقيف شخصية مسيحية مارونية في ملف مالي أو أمني أو سياسي معين وقبل أن يصدر الحكم في حق المتورطين تقوم الدنيا على بكركي ولا تقعد، علماً أن سيد بكركي يشدد على الشعار الذي رفعه منذ توليه سدة البطريركية وهو”شراكة ومحبة” لكن الراعي في وادي الشراكة والمحبة، والقطعان التي ترصد لبكركي لأهداف وغايات سوداء في وادي الذئاب.
قد لا يستسيغ هذا الكلام البعض خصوصا أنه يتظهر من زاوية الطائفية، لكن الأكيد أن ثمة من يريد أن يجعل من بكركي مكسر عصا وهذا خط أحمر ليس من باب النزعة الطائفية إنما الوطنية البحت. وما ورد اليوم في إحدى الصحف التي تكتب بحبر الممانعة، يؤكد على النوايا السيئة التي يراد تظهيرها من خلال مسألة توقيف رياض سلامة. فقد ورد في إحدى مقالاتها “رياض سلامة المحميّ من واشنطن، مرتع الفساد العالمي، وبكركي، حامية رأس ماليّي لبنان، وكبار الفاسدين في جمهورية الطائف، لا يُسجن إلّا عندما تنتهي صلاحيته”.
نفهم أن لكل وسيلة إعلامية اليوم مرجعية وسقف سياسي أو حزبي معين لكن ما الغاية من إدانة بكركي في ملف توقيف سلامة القضائي البحت؟
مصادر كنسية توضح لـ”المركزية” أن بكركي أبعد من أن تتوقف عند كلام وحملات مماثلة، وهي لن تهدر طاقاتها الروحية والوطنية للرد على مقالات مماثلة لأن المسألة باتت شبيهة ب”راجح الكذبة” أو مقولة غوبلز الشهيرة “أكذب أكذب أكذب فلا بد أن يعلق شيء في الأذهان”.
تضيف المصادر، “مؤسف ما قرأناه وما يتم تناقله عبر بعض المحطات التلفزيونية عن كلام منسوب للبطريرك الراعي يشيد فيه بحاكم مصرف لبنان السابق كما بعض السياسيين في فريق المعارضة وكأن الهدف إلقاء المسؤولية على هذا الفريق وبكركي دون سواهم، في حين أن سياسيين من فريق الوسائل الإعلامية التابعة للممانعة هم في طليعة من صوتوا للتمديد لسلامة، ومنهم من هو في صلب ملف نهب أموال الشعب اللبناني “. وتستغرب كيف”يخترعون “الخبرية” ويصدقونها ويترقبون الرد والرد المضاد. فليحترموا عقول الناس، أو على الأقل فليعتمدوا على الموضوعية والمصداقية بدلا من بث السموم والأخبار المضللة والإتهامات التي لا تمت إلى الواقع وإلى تاريخ بكركي بصلة”.
لا تخفي المصادر المسؤولية الملقاة على المسيحيين لجهة التشتت وعدم توحد صفوفهم “ما يجعل ضربهم بالمفرق عملية سهلة جداً”. وتضيف المصادر”علينا أن نتوحد كمسيحيين حتى لا نؤخذ بالمفرق. فساعة يتطاولون على بكركي وساعة على القوات اللبنانية وساعة على الكتائب اللبنانية وأخرى على التيار الوطني الحر والمردة من باب الطائفية وليس كحلفاء. ولو كنا موحدين لما تجرأت الأقلام المأجورة على إعادة إنعاش بعض المواقف والعظات التي أورد فيها البطريرك الراعي إسم رياض سلامة. هذه اللغة الخشبية اعتدنا عليها في كل محطة مفصلية في تاريخ الوطن ومن المؤسف جدا ان يكون بعض الصحافيين يكتبون بهذه الطريقة”.
وتختم المصادر الكنسية ” يخطئ من يظن أن بكركي ستكون في أي لحظة مكسر عصا. هم يتطاولون على “مجدها” لتغطية فشلهم وفسادهم ونيل “نجمة من سماء الحق والحرية” لكنهم أبعد من أن يصلوا إليها. فلنقف جميعا إلى جانب بكركي حتى لا يجرؤ أحد على التطاول عليها”.
“منذ القرن الثامن وحتى اليوم، تحاول الذئاب العبث بالرعية فيستسلم لها قليلو الإيمان، أما البقية الباقية فصامدة أبدًا لأن بطريركها يملك مجد لبنان، وهي تعرف صوته فتتبعه أينما يذهب لمنحها الحياة”. بهذه الكلمات تختصر مرجعية روحية الحملة المشبوهة التي تطال بكركي اليوم على خلفية توقيف الحاكم السابق رياض سلامة. وعبر “المركزية تلفت إلى أن المواجهة اليوم باتت على جبهتين، الممانعة بكل أطيافها وبكركي والقوات اللبنانية من جهة أخرى لأن الهدف واحد:إسكات صوت الحق لأنه لا يُشترى ولا يُباع “.
المصادر تلفت إلى أن الحملة الموجهة اليوم على بكركي تتزامن مع إعادة تحريك ملف رئاسة الجمهورية “وهي تهدف إلى حث سيد الصرح على خفض سقف كلامه في عظاته الأسبوعية من زاوية إلصاق تهم الفساد(سواء كانت حق أو ظلما فهذا الأمر يعود للقضاء وحده) بشخصية مارونية .لكن الأكيد أن الراعي لا يمتثل ولا يهادن ولن يبدل من مواقفه أو يخفض السقف والنبرة طالما أنه ينطق بصوت الحق .وعليه فإن كل الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي توجه للبطريرك مردودة وتقف تحت قنطرة كتب عليها: “مجد لبنان أعطي له