كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أكد قائد عمليات فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإسلامية العميد محسن جيذري أن رد إيران على اعتداء الكيان الصهيوني على العاصمة طهران واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية “سيكون مختلفًا بالتأكيد، ولا ينبغي تحديد طبيعة هذا الرد”. اضاف “كما قال قائد الثورة الإسلامية، فإننا نعتبر الثأر لدماء الشهيد هنية الذي استشهد في أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية من واجبنا وسيتحقق ذلك حتمًا” مشيرا الى ان “نوعية وأسلوب ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعتمد على الظروف والوضع الذي يمكن أن يحقق أهدافنا في ما يتعلق بجرائم الصهاينة”. وأكد العميد جيذري أنه “ما دامت أهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتحقق في الوقت المحدّد وبالمفاجأة اللازمة، فإن ضبط النفس يمكن أن يستمر إلى حين توافر الظروف، حتّى يكون ردنا الساحق لائقاً بالثأر لدماء الشهيد هنية”.
وأشار قائد عمليات فيلق القدس إلى الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الكيان العبري في الضفّة الغربية المحتلة، معتبراً أن “الصهاينة المجرمين خططوا منذ البداية لارتكاب مثل هذه الجرائم في الضفّة الغربية، لكن اليوم نرى أنها تحطمت سمعة الصهاينة بين دول العالم بسبب جرائمهم في غزّة، وإذا تركنا جانبًا الدول المتواطئة والمتحالفة مع الكيان الصهيوني والأميركيين، فقد وقفت الأمم ضدّ جرائم هذا الكيان واتّخذت موقفًا مناهضًا له”. وأكد أن المقاومة تتمتع بقدرة عالية وهي المنتصر حتمًا في ساحة غزّة، مشيرًا إلى أن الظروف اليوم لصالح جبهة المقاومة. ولن يتمكّن الصهاينة من المساس بها، كما لم يتمكّنوا من تحقيق أي من أهدافهم. وختم جيذري “إن بنية المقاومة لا تزال موجودة في غزّة وهي آخذة في الظهور وتتعزز في الضفّة الغربية”، لافتًا إلى “أن الكيان الصهيوني يتخذ اليوم، إجراءات لمنع تشكيل وتقوية المقاومة في الضفّة الغربية، لكنّ هذه الإجراءات لن تنجح بالتأكيد”.
الموقف الايراني من “الرد الذي حتما سيأتي”، بات يتكرر من اسبوع الى اسبوع منذ اغتيال هنية في طهران منذ اكثر من شهر، الا ان الوقت يمر ولا تزال التهديدات تهديدات والرد لم يحصل، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، حيث تراهن ايران على نجاح المفاوضات في التوصل الى وقف للنار في غزة، علّ هذه الخطوة تعتقها من اي انتقام فعلي لتقول للممانعين في المنطقة إن “مجرد ترك تل ابيب متأهبة كان بحد ذاته “ردا”.
لكن الجديد في ما قاله المسؤول العسكري الايراني يتمثل في نوع من الاقرار بأن المقاومة تعمل على تعزيز وجودها في الضفة الغربية. وبهذا الكلام انما يخدم الذريعة الاسرائيلية التي رفعها العدو من اجل مهاجمة الضفة. فالسلطات الاسرائيلية تقول انها شرعت في هذه العملية من اجل القضاء على النفوذ الايراني فيها. وبما اعلنه جيذري انما بدا يلمح الى ان ثمة مساع لتعزيز هذا الحضور في الضفة.. عليه، السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل رأت ايران وترى ان حضورها في دول الشرق الاوسط التي لها نفوذ فيها، خدم وفاد وحمى شعوب هذه المناطق، أم أضرّ بها وكشف ظهرها وعرّضها للمخاطر واسهم في تدميرها، حتى تقرر ان توسّع نفوذها نحو الضفة اليوم؟!