كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في ختام اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كان للمطارنة الموارنة موقف حازم قديم – جديد، من الاستحقاق الرئاسي، ومن كيفية انجازه.
ففي وقت عادت المياه الراكدة في مستنقع الاستحقاق تشهد بعض الحركة في الايام الماضية، واذ يحضر في اجتماع اليوم بين المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا في الرياض في حضور السفير السعودي وليد البخاري، اعادت بكركي وضع الامور في نصابها، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وحددت ما يجوز وما لا يجوز في عملية انتخاب المنصب الارفع مارونيا في الدولة اللبنانية.
ففي البيان الختامي الذي تلاه النائب البطريركي العام المطران انطوان عوكر، جدد الآباء دعوتهم المجلس النيابي، رئاسة وكتلا ومستقلين، إلى الالتزام بمضمون الدستور اللبناني في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، والمسارعة إلى انتخاب رئيس جديد للدولة بعيدا عن السجالات السياسية والاجتهادات المستغربة والتي لا جدوى منها إلا مزيد من تقهقر الأوضاع العامة وسط غياب الحكم المطلوب لإدارة البلاد”.
المطلوب اذا التقيد بـ”الدستور اللبناني” والمرفوض “الاجتهادات التي لا جدوى منها” بحسب البطاركة. هذا الموقف يستقي أهميته من كونه يأتي في اعقاب تجديد بعض القوى السياسية وتحديدا عين التينة اشتراطها الحوار من اجل الدعوة الى جلسات انتخابية. فبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس في عين التينة، قال الوزير السابق وديع الخازن “الرئيس بري شدد على ضرورة التضامن الوطني واضعا ثقله وتأثيره وكل ما يمكن أن يقدمه من تنازلات من أجل إنقاذ لبنان من حبائل المؤامرة الرهيبة التي تستهدفنا جميعا في وحدتنا وكياننا، ومعاودا طرح فكرة التشاور والحوار في المجلس النيابي التي لاقاه فيها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل والأكثرية النيابية للتفاهم على رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق ولو كلف ذلك التضحية بمكاسب سياسية إلا بما يتعلق بمصلحة الوطن العليا، وآخذا في الإعتبار مشاعر الغبن التي تتحكم بالمسيحيين، آملا أن تتوصل القيادات المسيحية الى مخرج يلبي حاجة البلاد الى رأس للسلطة الدستورية”.
بحسب ما تقول المصادر، فإن القوى السياسية المعارضة ليست وحدها مَن يعارض الحوار، ولا تتخذ هذا الموقف من باب النكد السياسي او الرغبة في التعطيل كما يحاول الثنائي الشيعي تصويرها وإلباسها هذه التهمة، بل هو موقف مبدئي بدليل ان بكركي اطلقته ايضا، والصرح بالطبع، لا يريد الشغور ولا ينزلق الى الزواريب السياسية الضيقة.
عليه، هل سيبدّل الثنائي من شروطه هذه ام يستمر في التمسك بها ممددا عمر الشغور في الموقع الماروني الارفع؟ على الارجح السيناريو السلبي مستمر بما ان ايران لا تبدو حتى الساعة جاهزة للتخلي عن الورقة الرئاسية اللبنانية قبل اتضاح معالم الصورة الاقليمية.