كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
التطورات العسكرية الميدانية حضرت منذ ايام قليلة في اجتماع اميركي – إسرائيلي رفيع المستوى. فقد كشف موقع “أكسيوس” أن “لقاء افتراضياً عُقد بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين الاربعاء لمناقشة سبب تخفيف التوترات بين لبنان وإسرائيل، ومنع حرب شاملة بين تل أبيب وحزب الله”. وذكر الموقع أنّ “الاجتماع الذي لم يُعلن عنه البيت الأبيض أو الحكومة الإسرائيليّة، بادرت إليه إدارة الرئيس جو بايدن لجسّ نبض الجانب الإسرائيليّ وتنسيق سياساتهما بشأن الوضع في لبنان. واستمرّ الاجتماع الافتراضي لمدّة ساعة، وترأّسه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، وشارك فيه مستشارا الرئيس الأميركي اموس هوكشتاين وبريت ماكغورك”. وتمثّل الجانب الإسرائيلي برون ديرمر، وزير الشؤون الإستراتيجية المقرّب من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو. ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي أن الطرفين “ناقشا كيفية التوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأمد لإنهاء القتال بين إسرائيل وحزب الله في سيناريو يتم فيه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والسماح لمئات الآلاف من النازحين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على طول الحدود، كما ناقشا كيفية تهدئة القتال في السيناريو الأكثر احتمالاً في الوقت الحالي وهو عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في الأمد القريب”.
غداة هذه المفاوضات، حضر الملف السياسي الرئاسي اللبناني في اجتماع سعودي – فرنسي في الرياض، حيث زار المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المملكة والتقى المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا في حضور السفير السعودي وليد البخاري، وعرضا للاستحقاق الرئاسي المعطل وسبل إنجازه.
بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن هذا التزامن ليس صدفة بل يحمل ادلة بارزة. فأركان الخماسي الدولي، وعلى رأسهم واشنطن وباريس والرياض، يبدو يعدون الارضية اللبنانية لحل متكامل، عسكري وسياسي سيوضع على سكة التنفيذ عندما يتم التوصل الى هدنة في غزة. ما يحصل اليوم بين العواصم الكبري، تتابع المصادر هو الاتفاق على مخارج وصيغ قادرة على نيل اجماع لبناني او على ان تحقق خرقا في الستاتيكو الرئاسي القائم منذ سنوات، وقادرة ايضا على اعادة الاستقرار والهدوء الى الحدود الجنوبية، وتكون مرضية لحزب الله وإسرائيل.
ثمة اذا سلة كاملة شاملة تضم السياسي والعسكري قيد “الطبخ” اليوم في الكواليس الدولية، وستخرج الى الضوء وتصبح معالمها أوضح، بعد ان تسكت المدافع في غزة.