IMLebanon

تصعيد يسابق جهود “الخماسية”.. ولودريان إلى بيروت؟

جاء في “اللواء”:

عادت الأجواء التصعيدية في الجنوب الى الواجهة، مع الغارات التي لم تتوقف طوال امس، وامتدت من القرى الامامية الحدودية الى القرى المحاذية لمجرى نهر الليطاني في أبعد نقطة حيث استهدفت الأودية بين بلدتي صريفا وفرون بأكثر من 12 غارة ليل امس.

ويأتي هذا التصعيد، بالتزامن مع تصريحات رئيس الاركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال جولة عند الحدود مع لبنان ان دولة الاحتلال تركز على قتال حزب الله، وأنها تستعد لتحركات هجومية.

والأخطر ان الوضع الميداني، الذي شهد تصعيداً خطيراً ليل امس، يأتي في وقت تتجه فيه الانظار الى جهود اللجنة الخماسية العربية – الدولية، التي اطلقت دينامية جديدة لمعالجة الشغور الرئاسي المتمادي في لبنان، والذي يقف حجر عثرة امام اي تطور باتجاه التعافي واستعادة فعالية الدولة على مستوى المؤسسات.

رئاسياً، تعقد اللجنة الخماسية على مستوى السفراء الممثلة للمملكة العربية السعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية، اجتماعها الاول بعد اجازة الصيف السبت المقبل في 14 ايلول الجاري.

بدأت تظهر بعض توجهات اللجنة الخماسية العربية– الدولية بالنسبة للإستحقاق الرئاسي بعد اجتماع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بالوزير نزار العلولا والسفير في بيروت وليد بخاري، حيث افادت مصادر دبلوماسية متابعة لحراك الخماسية لـ«اللواء»، ان الاجتماع كان ايجابياً جداً اولاً لجهة اعادة الاستحقاق الرئاسي الى اولويات الدول الخمس اعتبارا من منتصف ايلول حيث يعقد سفراء الخماسية في بيروت اجتماعاً يعيد إطلاق حركتهم تجاه القوى السياسية اللبنانية بهدف التوافق على انتخاب رئيس ومواكبة الحراك الداخلي الذي بدأ منذ فترة، وكان آخره ما اعلنه النائب الدكتور غسان سكاف وتمثل الاعتدال الوطني من عودة حراكهما الرئاسي.

اضافت المصادر: وثانيا لجهة اعادة طرح فكرة الخيار الثالث عبر التوافق على اسم مقبول من خلال الحوار او التشاور، وهو ما سيسعى الى اعادة طرحه لو دريان في حال عودته المرجحة بعد منتصف ايلول.

واوضحت ان مسعى الخماسية ولودريان يركز على فكرة خلق اطار يتفق عليه اللبنانيون كحل وسطي. وأن ما طرحه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في خطاب يوم «شهداء المقاومة اللبنانية» لم يكن سلبياً بالمطلق بل هو ايد فكرة الحوار وعلى امور مصيرية كبرى كالبحث في تعديل الدستور، لكن المشكلة تكمن في الخلاف على تفاصيل آلية عقد الحوار او التشاور، وهو امر يجب ان يحله اللبنانيون وبمواكبة واتصالات جانبية من اللجنة الخماسية ولودريان شخصيا.

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن معطيات الملف الرئاسي لا تزال كما هي بانتظار حراك اللجنة الخماسية ومساعي قوى محلية، لكن لا يمكن الحديث عن إيجابية في الملف أو القرب من الوصول إلى الحسم، ولذلك فإن الحراك يندرج في إطار المحاولة الجديدة لكسر المراوحة والبدء في التحضير لنقاش في هذا الملف .
وينعقد الاجتماع، ضمن آلية وضعها اجتماع الرياض بين لودريان والعلولا بحضور سفير المملكة في لبنان وليد بخاري، الذي سيعود الى بيروت في الايام المقبلة، في اطار الدور الموكول اليه في تحضير الاجواء، والتواصل مع الكتل النيابية.

وتحدثت بعض مصادر المعلومات ان الحلول بالنسبة للملف الرئاسي موجودة، وثمة تبدل في مواقف الاطراف، لجهة المرونة التي تسمح بالتوصل الى تفاهمات، تُخرج الملف من دائرة المراوحة او الجمود.
وذكرت المعلومات ان لودريان الذي ما يزال في الرياض لديه نية لزيارة بيروت بعد اجتماع الخماسية السبت.

حكومياً، أعلن الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمد مكية بأن الرئيس نجيب ميقاتي دعا لعقد جلستين لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، الاولى الساعة التاسعة صباحاً للبحث في البنود المتعلقة بالمواضيع الضرورية المبيّنة في جدول الاعمال المرفق والمتضمن 52 بنداً، والثانية لبدء البحث بمشروع قانون الموازنة العامة لعام 2025.

وستُستكمل الجلسة عند الساعة 3.30 بعد الظهر للبحث في مشروع قانون الموازنة العام للعام 2025.
وفي جدول الاعمال طلب وزارة العمل الموافقة على مشروع مرسوم لزيادة نسبة غلاء المعيشة والحد الادنى الرسمي لأجور العمال والمستخدمين الخاضعين لقانون العمل، وطلبات لوزارة المال لصرف اعتمادات لعدد من الامور، ودفع مستحقات اوجيرو، وموافقة على قبول هبات واتفاقيات لمشاريع تنموية، وشؤون وظيفية وعقارية وادارية متفرقة.

الى ذلك، علمت «اللواء» من مصادر درزية رفيعة المستوى أن تحضيرات تتم على قدم وساق للقاء يشارك فيه النائبان السابقان وليد جنبلاط وطلال ارسلان في منطقة الشويفات بعيد منتصف الشهر الجاري، كما يشارك فيه ممثلو الاحزاب والقوى ويركز اللقاء على أهمية المصالحة وإحباط أية محاولة لزرع الفتنة، وتردد أن سلسلة اجتماعات تحضيرية تعقد بهدف انجاح هدف اللقاء، وقد بادر ممثلو جميع الأحزاب إلى وضع أفكار لعرضها في اللقاء.

ميدانياً، تعرضت بلدات عيترون، الضهيرة، بيت ليف وكفركلا وسهل مرجعيون لقصف مدفعي، وغارات بالطيران، فضلا عن استخدام القنابل الفوسفورية.

وليلاً، شنت الطائرات الحربية الاسرائيلية ما يقرب من تسع غارات جوية بالصواريخ استهدفت اطراف بلدتي فرون صريفا وشملت ايضا بلدتي قعقعية الجسر وكفر صير.

من جهته، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا موقع معيان باروخ بمسيّرة انقضاضية وأصابوه بدقة. كما استهدفوا مباني يستخدمها جنود العدو في ‏مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة، وأصابوها إصابة مباشرة. بالإضافة الى استهداف ثكنة زبدين بالأسلحة الصاروخية وحققوا إصابة مباشرة.

في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ مضادة للدروع من لبنان تجاه المطلة المقابلة للحدود وأصابت عددًا من المباني من دون وقوع إصابات.