كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس في السراي، السفراء والقائمين بأعمال سفارات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدوليّ. خلال اللقاء، أكد ميقاتي “الحاجة إلى أن يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات أكثر فاعلية وحسماً في معالجة الانتهاكات والهجمات الاسرائيلية على المدنيين اللبنانيين”، معتبراً أنه “يجب أن تكون استجابة مجلس الأمن سريعة وقوية وتهدف إلى حماية المدنيين الأبرياء وعناصر الدفاع المدني الذين يبذلون قصارى جهدهم لتخفيف آلام المدنيين”… بدوره، وبعد اللقاء، قال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب “هناك قرار اعلنه رئيس الوزراء وهو الطلب من بعثتنا في الأمم المتحدة التشاور مع أعضاء مجلس الأمن بشأن جلسة لمجلس الأمن عن لبنان وخصوصا عن استهداف المدنيين، وهذا ما اعلنه دولة الرئيس اليوم وسأباشر العمل على ذلك”. ورداً على سؤال قال “نحن مرتاحون لأن هناك دعماً دولياً للبنان، وهذا واضح في كل الاجتماعات التي حصلت، وتوضّح اكثر خلال الموافقة على التجديد لليونيفيل، وهذا الأمر أظهر أن هناك دعماً قوياً للبنان من كل الجهات، وهذا الذي يمنع حصول حرب شاملة في جنوبنا”. اضاف “نحن لم نطلب من مجلس الأمن وقف القتال، ولكن طلبنا اجتماعاً استشارياً قد يؤدي إلى ذلك، أو يؤدي الى عدم استهداف المدنيين، لذلك نحن نعمل على كل المنابر الدولية. نحن نتكلم مع كل الدول ومع مجلس الأمن وفي حال حصول وقف إطلاق نار يجب أن يكون هناك قرار جديد”. وأشار إلى أن “إسرائيل هي من ترفض، أما حزب الله فمن المعقول ان يرفض ولكنه ليس دولة ليقول نعم او لا، الدولة اللبنانية هي التي تقول نعم أم لا. إذا كان هناك نوع من قرار جيد نقبل به كدولة، فسنحاول ان نقنع حزب الله به، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية، فحزب الله ليس عضوا في الأمم المتحدة بل لبنان وحزب الله معنا من هذه الناحية”. وأوضح رداً على سؤال أن أي قرار سيصدر بوقف إطلاق النار سيكون قراراً جديداً وليس نسخة معدلة من القرار 1701.
اللقاء الرسمي هذا مع سفراء المجتمع الدولي، استدعته، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، التطورات على الجبهة الجنوبية. فالامور عادت للتوتر في الايام القليلة الماضية، كما ان وتيرة التهديدات الاسرائيلية للبنان عادت لترتفع بعد ان كانت هدأت في اعقاب رد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر. ووفق المصادر، صحيح ان العنوان الذي ركّز عليه السراي هو “حماية المدنيين” جنوبا، لكن في العمق، يبدو ثمة مسعى لبناني – يحظى على الارجح برضى حزب الله – انطلق في الكواليس، من اجل محاولة استصدار قرار او موقف دولي حازم يطلب وقف النار (وقف الاعتداءات) على الحدود الجنوبية، وذلك بغض النظر عن تطور مفاوضات غزة. فلبنان، تضيف المصادر، يبدو بات يستشعر ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قادر فعلا على تجاهل كل الضغوط الدولية عموما والاميركية خصوصا، وكل التحذيرات من عدم نقل الحرب الى لبنان، اذا واصل حزبُ الله استهدافه من حدود الكيان العبري الشمالية.
انطلاقا من هنا، لا بد من خطوة متقدّمة، لتفادي هذا السيناريو، تتمثل في استصدار قرار او موقف من مجلس الامن، يطلب من الطرفين وقفَ القتال، كما جرى عام 2006 حين صدر القرار 1701. وفي حال صدور هذا القرار، قد يشكّل مخرجا دبلوماسيا للوضع الجنوبي، يُنزل حزبَ الله واسرائيل في آن عن شجرة عمليات الاسناد والحرب الشاملة لابعاد الحزب عن الحدود. فهل اقتربت ساعة وقف القتال جنوبا؟