كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تطرق حزب الله في الساعات الماضية، الى المستجدات الرئاسية، وذلك على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم. فقال الاثنين خلال احتفال تأبيني في مجمع الإمام المجتبى في السانت تيريز “لقد جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري مقترحه للخروج من النفق، ونحن ندعو الأفرقاء إلى الموافقة على هذا المقترح للخروج من النفق، وإذا كانوا يعتبرون أن الرئاسة مرتبطة بالتطورات، فهذا غير صحيح، والدليل أنه قبل التطورات بستة أشهر كنا في الأزمة نفسها، ونحن جاهزون أن ننجز الاستحقاق الرئاسي بالمسار الذي اختاره الرئيس بري، واذا تجاوبوا معنا فأهلا وسهلا”.
الرئيس بري بدوره، اعتبر انه قدّم تنازلات في الطرح الرئاسي القديم – الجديد الذي عاد واقترحه في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر نهاية آب الماضي، حيث قال في حديث صحافي انّه “لم ينتظر الخارج بل فعل “المكسيموم” لتسهيل عملية إنجاز الاستحقاق الرئاسي”، كما اشار الى انه أبدى كل مرونة ممكنة عبر مبادرته الحوارية – الرئاسية لتدوير الزوايا وملاقاة الآخرين في مساحة مشتركة، إنما من دون أن يلقى التجاوب المطلوب، مضيفاً “ما بعرف شو فيّي أعمل بعد اكتر من هيك”. وبحسب عين التينة، فإن القبول بالتشاور لا بالحوار يعد تنازلا، كما ان الموافقة على فتح جلسة انتخابية بدورات متتالية بعد هذا التشاور، هو ايضا تنازل من قبل “الاستيذ”.
في المقابل، اعتبرت القوى المعارضة ان بري لم يقدم اي جديد، حيث أشارت الدّائرة الإعلاميّة في “حزب القوات اللبنانية”، إلى أنّ “بعضهم تحدّث عن مبادرة رئاسيّة جديدة للرئيس بري، ولكنّنا لم نسمع بأيّ جديد على هذا المستوى، في الوقت الّذي ما زال فيه الشّغور مستمرًّا، وما زالت العقدة نفسها، وهي متمثّلة بربط الانتخاب بإلزاميّة الحوار، وفكّ هذه العقدة يكون بتطبيق الدستور وليس بخلق أعراف منافية لهذا الدّستور”.
هذه المعادلة تثبّت بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” الستاتيكو الرئاسي السلبي. ولن يكون حلّ الا بالاحتكام الى الدستور والتقيد بنصوصه. والجديد، والخطير، على حد تعبير الاوصاف، هو ان حزب الله بات يقول علناً ان انجاز الاستحقاق لن يحصل الا “بالمسار الذي اختاره الرئيس بري”. وهذا الموقف يتضمّن اقراراً بأن ثمة فرقا بين الدستور وبين ما يطرحه بري، وفيه اقرار ايضا بأن لا حل الا وفق ما يراه الثنائي الشيعي، بينما ما تريده المعارضة، هو حل وفق مسار الدستور حصرا، لا وفق المسار الذي يحدده بري او القوات او الكتائب او سواهم.
لا يزال الثنائي يلعب على الالفاظ ويتحايل على الدستور، وهدفُه جر القوى السياسية الى الجلوس الى طاولة برئاسة بري قبل اتمام الانتخابات، فيصبح بري ممرا الزاميا لاتمام الاستحقاق، الامر الذي لن ترضى به المعارضة التي تعتبر ان المطلوب ليس تنازلات من احد لصالح احد، بل التقيد بالدستور فقط لا غير. ووفق المصادر، لا يدل سلوك الثنائي المُراوغ وتشاطره على القانون، الا على كون ساعة الانتخابات لم تدق بعد في انتظار اتضاح معالم المشهد الدولي الاقليمي في المرحلة المقبلة.