IMLebanon

هل سلّمت واشنطن بعجزها عن ضبط نتنياهو؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) امس إضافتها أي مطالب جديدة للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إن العالم يعرف أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو من أضاف شروطا ومطالب جديدة، وليس حماس. وأضافت الحركة على لسان عضو مكتبها السياسي عزت الرشق أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن العاجزة عن الضغط على نتنياهو ترى أن إلقاء اللوم على حماس أقل كلفة، في ظل الانتخابات الأميركية.

وكان مسؤول الاتصالات في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اتهم حماس بأنها العقبة الأساسية أمام التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن تغيير حماس بعض شروطها يصعِّب المسألة. واعتبرت حماس أن تصريحات كيربي تشكل “تماهيا فاضحا مع الموقف الإسرائيلي”، مؤكدة أن اتهامه الحركة بأنها غيرت بعض شروطها بشأن وقف إطلاق النار “لا أساس له”.

وكان نتنياهو اتهم حماس بأنها هي التي تعطل التوصل إلى اتفاق، في وقت يصر على استمرار وجود قوات الجيش الإسرائيلي على ممر نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى شمال وجنوب وكذلك معبر رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) على الحدود مع مصر في حال تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه الحركة.

تقود هذه المعطيات كلّها الى استنتاج واحد: لا فرص لنجاح اقتراح الرئيس الاميركي جو بايدن، القديم او المعدّل، في تحقيق خرق في جدار الازمة بين حماس والكيان العبري. فتبادل التهم بين الطرفين بعرقلة المفاوضات، لم يعد مهما لا بالنسبة للوسطاء ولا بالنسبة الى الفلسطينيين، ولا بالنسبة للرأي العام العربي والدولي، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

ففي حين بات الكل يعلم ان نتنياهو كان، من خلال تمسّكه بالبقاء في المعابر الحيوية وبمواصلة الحرب بعد تحرير الاسرى من حماس، المعطّل الاول للمفاوضات، تشير المصادر الى ان ما يجب الاستعداد له هو اعلان “وفاة” هذه المحادثات، وبالتالي مزيد من التصعيد في الفترة المقبلة. وفي مؤشر غير مطمئن الى ما يمكن ان تحمله من تطورات، أجرى قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي “سنتكوم”، الجنرال مايكل إريك كوريلا، في الساعات الماضية مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين حول التطورات مع لبنان وإيران. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان الاثنين، إن “كوريلا وصل إلى تل أبيب الأحد، والتقى رئيس الأركان هرتسي هاليفي لإجراء تقييم للوضع، دون أن يوضح مدة زيارته”. وأضاف “تناولت زيارة الجنرال كوريلا بحث التهديدات القائمة، مع التركيز هذه المرة على الساحة الشمالية من لبنان وإيران”.

واشنطن بدأت اذا تتحضّر لمواجهات اضافية، بما ان الجبهات التي تحرّكها ايران، لن تهدأ الا بعد اتفاق على وقف النار في غزة، وهو امر بات شبه مستحيل.. فهل سلّمت واشنطن بأن المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد ورضخت لحقيقة انها لن تتمكن من ردع نتنياهو ؟