IMLebanon

ايجابية رئاسية مزيفة

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

يُكثر السفير المصري علاء موسى من التصاريح والاطلالات الاعلامية. ويترك في كل مواقفه انطباعا ايجابيا، عن خرق سيتحقق قريبا في الملف الرئاسي.

امس، قال من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي: في الفترة الأخيرة كان التركيز منصبا على الوضع في الجنوب، ولكن بات الأمر ملحا اليوم للحديث عن الملف الرئاسي، ونأمل ان تشهد الفترة المقبلة مزيدا من التحركات من قبل اللجنة الخماسية ومن قبل الأطراف اللبنانية وصولا إلى احداث خرق مهم في الملف الرئاسي”.

اما من معراب، فأشار بعد زيارته رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى “اننا تناولنا الملف الرئاسي في لبنان وتحدثنا بالتفصيل عن أفكار عدة قد تساعد في إحداث بعض الحلحلة في هذا الملف وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد. إنني أرى أن اللقاء كان جيداً، واستعرضنا تقييمات لأمور كثيرة، وأرجو في الفترة المقبلة أن نجد حلولاً سواء للملفات الإقليمية الراهنة أو للملف الرئيسي وهو المتعلق بانتخاب رئيس في لبنان. كان لقاء جيداً، وسنرى ما ستأتي به الأيام المقبلة. أتمنى أن نحدث الخرق الذي نبحث عنه في الملف الرئاسي، لأن لبنان بات في موقف لا يتحمل البقاء من دون رئيس لفترة أطول، نظراً للتحديات الكبيرة والمهمة الآتية، لذلك لا بد من وجود رئيس ومؤسسات بصلاحيات كاملة لمواجهة ما هو آتٍ من تحديات”. ورداً على سؤال حول ما إذا وجد خلال جولته التي شملت في الايام الماضية، اكثر من طرف سياسي ومنها حزب الله، أي حلحلة لدى “فريق الممانعة” تُمكِّن من الوصول في نهاية المطاف إلى انتخاب رئيس، قال موسى “الحقيقة، يجب أن نكون أكثر إيجابية ولا نبحث عن النقاط المعرقلة، نحن نبحث عن النقاط المشتركة التي من خلالها يمكننا الانطلاق إلى الأمام. هذا أمر صحي يجب أن نحافظ عليه إذا ما كنا نريد إيجاد بيئة إيجابية يمكن من خلالها إحداث تقدم. لا بد من البحث عن النقاط المشتركة، وهناك نقاط مشتركة قد تكون قليلة بعض الشيء، لكن هناك قدر منها، سنعمل عليها ونبحث عن شيء يمكن أن يساعدنا في إحداث حلحلة في هذا الملف المهم”.

لكن كل الايجابية التي يشيعها موسى منذ اشهر، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لا تعكس الواقع الرئاسي مع الاسف. وهي دائما مبنية على “آمال” و”أمنيات” موسى لا اكثر. فوفق المصادر، الامور لم تتبدّل قيد انملة على الخريطة الرئاسية، ولا يزال كل طرف متمسكا برؤيته لكيفية انجاز الاستحقاق. وتتأكد هذه المراوحة السلبية اكثر، مع عدم تأكيد موعد اجتماع اللجنة الخماسية الذي كان قيل انه سيحصل منتصف الجاري والسبت تحديدا، فهذا التردد بذاته – حتى ولو عُقد الاجتماع – دليل على ان المعطيات المحلية لم تتغير. التفاؤل مشكور لكنه مع الاسف، يبثّ اجواء ايجابية ويعطي آمالا رئاسية زائفة، سرعان ما ستتبدد كما حصل على مر الاشهر الماضية وستترك اللبنانيين في خيبة اكبر.