IMLebanon

آفاق مسدودة تقابل حراك هوكشتاين والخماسية

كتب منير الربيع في “الجريدة الكويتية”:

عاد لبنان إلى مربع السباق بين الوصول إلى اتفاق دبلوماسي أو الذهاب نحو تصعيد عسكري كبير. وفيما تتكاثر التهديدات الإسرائيلية على وقع تعميق عمليات الاستهداف في الجنوب، مقابل توسيع حزب الله لنطاق استهدافاته، شهدت بعض المناطق الجنوبية المزيد من عمليات الإخلاء، وقد تم تنظيم المزيد من القوافل في قرى الجنوب كبلدة العديسة وغيرها لإخراج حاجيات المهجرين أو البضاعة التجارية، في خطوات تعكس تصاعد مخاوف الجنوبيين من المقبل.

ويراهن لبنان مجدداً على حركة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، والذي كان قد وصل إلى إسرائيل قبل أيام حاملاً رسالة تحذير من مخاطر اتساع الصراع. لكن لقاءات هوكشتاين الرسمية مع المسؤولين الإسرائيليين ستكون يوم غد الاثنين بناء على المواعيد التي تم تحديدها له. مع الإشارة إلى أنه في السابق رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي تحديد موعد لهوكشتاين، ولم يلتق به. ربما الضغط الأميركي المضاعف هو الذي دفع بنتنياهو إلى فتح باب التفاوض مجدداً.

ويحمل هوكشتاين تحذيرات كثيرة للإسرائيليين، من مخاطر انفجار الصراع. كما أنه يحاول تقديم مغريات كثيرة تتصل بفوائد الحل الدبلوماسي، إلا أنه من غير المعروف مدى تجاوب رئيس الوزراء الإسرائيلي معه، علماً بأن نتنياهو أفشل أكثر من مرة اتفاق وقف النار في قطاع غزة وصفقة التبادل، وألزم الأميركيين على مجاراته، حتى بلغت الأمور وصفه بأنه يتخذ من الرئيس الأميركي جو بايدن رهينة.

وبالرغم من إعلانات الجيش الأميركي حول تطوير الخطط وتجهيزها استعداداً لحرب أوسع مع لبنان، يوصل الأميركيون المزيد من رسائل التهديد للإسرائيليين، أبرزها الخسائر التي ستلحق بإسرائيل من جراء اندلاع الحرب مع حزب الله، خصوصاً في ظل المخاطر على جبهات أخرى كما أظهرت عملية إطلاق النار على جسر الملك حسين انطلاقاً من الأردن.

ربما تكون محاولة هوكشتاين هي المحاولة الدبلوماسية الأخيرة للوصول إلى اتفاق، وهو ما يلاقيه تحرّك سفراء الدول الخمس المعنية بلبنان الذين عقدوا اجتماعاً في قصر الصنوبر بضيافة السفير الفرنسي، ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية، فإن هذا التحرك يأتي بناء على تقديرات دبلوماسية بأن حزب الله وإيران لا يريدان التصعيد، ويسعيان للوصول إلى تفاهمات دبلوماسية وإنجاز تسوية في الداخل اللبناني، قبل الانتخابات الأميركية وإمكانية فوز دونالد ترامب بالرئاسة، لأنه ما بعد انتخاب ترامب ستكون الأمور أصعب. هذه التقديرات الدبلوماسية تتعارض مع قراءات لبنانية لا تزال تعتبر أن هناك صعوبة في الوصول إلى اتفاق أو تسوية قبل بلورة صيغة الاتفاق حول وقف الحرب في غزة والجنوب.